بعد أيام من الصمت والنفي، اعترفت طهران أمس على لسان مسؤول رفيع، بشن غارات جوية على معاقل تنظيم "داعش" في العراق دون علم واشنطن، إلا أنها استدركت بالإشارة إلى أن الطلعات الجوية كانت بعلم بغداد. وبرر مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور، التدخل بحرص بلاده على عدم ضياع العراق وقال: "ليس لدينا أي تنسيق مع الأميركيين.. قمنا بالتنسيق مع الحكومة العراقية فقط. ولن نسمح بتدهور أوضاعه كما حدث في سورية". وتأتي الطلعات الجوية، بعد قطع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الأسبوع المنصرم، بعدم وجود جندي إيراني على الأراضي العراقية، في حين استهجن النائب في البرلمان رعد حميد الدهلكي دخول إيران على خط مواجهة "داعش" وعده تدخلا في الشأن الخاص العراقي. أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور أن بلاده شنت غارات على مواقع لتنظيم "داعش" شرق العراق من دون التنسيق مع واشنطن، فيما استنكرت أطراف سياسية عراقية قصف إيران على مواقع داخل الأراضي العراقية. ونقلت صحيفة "جارديان "البريطانية عن بور في مقابلة معه في لندن أمس قوله إن الضربات الجوية: "كانت دفاعا عن مصالح أصدقائنا في العراق". وأضاف "ليس لدينا أي تنسيق مع الأميركيين، قمنا بالتنسيق مع الحكومة العراقية فقط".وتابع رحيم بور "لن نسمح بأن تتدهور الأوضاع في العراق كما حدث في سورية حيث تتدخل عناصر أجنبية، ومساعدتنا للعراق بالتأكيد أقوى من مساعدتنا لسورية لأنها أقرب إلينا". وقال رحيم بور إن إيران تساعد أيضا القوات الكردية في شمال العراق، لكنه كرر نفي طهران وجود أي قوات برية إيرانية في العراق، موضحا أنه وجود استشاري فقط. وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول إيراني مشاركة بلاده في الغارات الجوية بمحافظة ديالى العراقية على الحدود مع إيران في أواخر نوفمبر الماضي. ورأى النائب في البرلمان العراقي رعد حميد الدهلكي أن ذلك يعد تدخلا في الشأن الخاص العراقي، واستهجن قيام طهران بطلعات جوية أيا كان مسببها. الاعتراف الإيراني جاء بعد ثلاثة أيام من جزم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بعدم وجود أي قوى إيرانية تقاتل على الساحة العراقية. وقال العبادي حينها "إن كان هناك جندي إيراني واحد في العراق فأنا من يحاسب". وذكر خبراء في الدفاع أن إيران وتركيا هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تحلقان بطائرات حربية من طراز فانتوم إف-4. في غضون ذلك، قتل العشرات من تنظيم داعش الإرهابي في قصف لطيران التحالف الدولي شرق الرمادي، بينما أعدم التنظيم 16 شخصا من عشيرة البونمر. في هذا السياق، قال مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه ل"الوطن"، إن "طيران التحالف الدولي شن أمس غارات على مواقع وتجمعات لتنظيم داعش في منطقة الجزيرة شرق الرمادي وقتل العشرات من عناصر التنظيم بينهم قيادي بارز". من جانبه، أعلن شيخ عشيرة البونمر في محافظة الأنبار، نعيم الكعود، أن التنظيم الإرهابي، أعدم 16 شخصا من أبناء عشيرته أمس رميا بالرصاص في قضاء هيت غرب الرمادي"، مضيفا أن "التنظيم نقل جثث القتلى وألقاها في بئر متروكة يطلق عليها بئر بن ياز، شمال هيت"، مشيرا إلى أن "التنظيم يبحث عن المدنيين من الشباب والرجال والشيوخ من عشيرة البونمر في هيت وناحية الفرات بعد صدور أوامر بقتلهم". ومنذ سيطرة التنظيم على القضاء أعدم العشرات من أبناء عشيرة البونمر لتعاونهم مع الأجهزة الأمنية ومواجهته. من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة الأنبار، أركان خلف الطرموز، استعداد القوات الأمنية وأبناء الشعائر لتنفيذ المرحلة الثانية من عملية تحرير مدينة هيت. وقال ل"الوطن": "بعد تطهير أجزاء كبيرة من المناطق المحاذية لمدينة هيت تستعد الأجهزة الأمنية وبمساندة مسلحي العشائر لتطهير القضاء من تنظيم داعش"، مبينا أن "مجلس المحافظة تسلم من الحكومة الاتحادية مبلغ عشرة مليارات دينار مخصصة لدعم مقاتلي العشائر".وفي قضاء الشرقاط شمال مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، قتل عنصران من داعش باشتباكات مسلحة اندلعت بين أبناء عشائر الجبور وعناصر التنظيم في جبل مكحول بالقضاء، وفي منطقة الجبور بقضاء الضلوعية جنوبي المحافظة قتل تسعة آخرون من التنظيم بقصف أوكارهم بمدفعية الجيش العراقي. إلى ذلك، يعتزم وفد يضم شخصيات عشائرية وسياسية يمثلون محافظة البصرة زيارة بعض الدول العربية والخليجية في غضون الأيام المقبلة، للحصول على تأييد دول المنطقة لتشكيل إقليم البصرة الفيدرالي، على خلفية التحرك الشعبي ودعوات قوى سياسية إلى تشكيل إقليم الجنوب مركزه البصرة، طبقا لما ورد في الدستور العراقي. وتتباين مواقف القوى السياسية في البصرة في شأن تطبيق الفيدرالية، إذ تعارضها بعض الأحزاب فيما تؤيدها أخرى وسيضم إقليم الجنوب المفترض محافظات البصرة وميسان وذي قار.