انقرة - أ ف ب - تشهد العلاقات بين تركيا واسرائيل رغم التحالف الاستراتيجي القائم بينهما في المنطقة, أزمة جديدة نتجت عن مسلسل تلفزيوني تركي يظهر الجيش الاسرائيلي يرتكب مجازر بحق اطفال فلسطينيين. فقد بثت الشبكة الاولى في التلفزيون العام التركي "تي ار تي 1" الثلاثاء في ساعة "ذروة"، تلقى اقبالا كبيرا من المشاهدين, فيلماً (أو حلقة) اثار غضب وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان و"انزعاج" رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقرر ليبرمان في اليوم التالي استدعاء القائم بالاعمال التركي في تل ابيب اذ ان السفير الجديد لم يتسلم مهامه بعد. وقال المسؤول في وزارة الخارجية ناور جيلاون، بعد الإجتماع الخميس، "لا يمكن لاسرائيل أن تقبل بتحريض على الكراهية ضد دولتها وجنودها, يمكن ان يقود بصورة خاصة الى هجمات على السياح اليهود والاسرائيليين العديدين الذين يزورون تركيا". من جهته، قال نتانياهو "نشعر بخيبة أمل للتحريض الذي بثه التلفزيون التركي" واضاف متحدثا الى صحافيين "اننا غير مرتاحين, وهذا أقل ما يمكننا قوله, لما شاهدناه في الاونة الاخيرة من جانب تركيا". وقال "هذا يطرح السؤال التالي: ما هو الاتجاه الذي تسلكه السياسة التركية؟ نأمل في ان يكون اتجاهها نحو ترسيخ السلام وليس في اتجاه المتطرفين". ويظهر في المسلسل الذي يستخدم تقنية العرض البطيء لبعض المشاهد الحساسة ويلعب على تأثيرات الألوان, اطفال فلسطينيون يرشقون بالحجارة جنوداً اسرائيليين يردون باطلاق النار عليهم فيقتلون عددا منهم، بينهم فتاة صغيرة تظهر وهي تبتسم قبل لحظات من سقوطها. كما يظهر في احد مشاهد الفيلم جنود يقتلون مولودا فيما والده يحمله بين ذراعيه بعد لحظات على ولادته في مبنى مهدما اذ لم يتمكن الزوجان من التوجه الى المستشفى. ولا تزال نسبة الاقبال على هذا المسلسل التلفزيوني متدنية اذ يصنف في المرتبة 97 من البرامج الأكثر رواجا. ودافع الصحافي الاسلامي حقان البيرق مستشار منتجي المسلسل عن وجهة نظره, ردا على اسئلة شبكة سي ان ان التركية. وتساءل "لماذا تعتبر لقطات المذابح مبالغا فيها؟ السنا نتحدث عن دولة ارتكبت مذابح؟" وفي خطوة مفاجئة, قامت تركيا, الحليفة المسلمة لاسرائيل في المنطقة منذ توقيع اتفاق تعاون عسكري بينهما عام 1996, الاسبوع الماضي باستبعاد الجيش الاسرائيلي من مناورات جوية مشتركة تنظم كل سنة في تركيا. ونددت اسرائيل وواشنطن بهذا القرار. وبدأت العلاقات بين البلدين تتدهور في الشتاء الماضي حين انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بشدة الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة. واوضح اردوغان الذي يقود منذ 2002 حكومة اسلامية محافظة متحدثا الى شبكة تلفزيونية عربية الاربعاء ان قرار الغاء المناورات العسكرية مع اسرائيل اتخذ احتراما لرغبة الشعب التركي "الذي لم يعد يرغب بمثل هذه الامور". وقال دبلوماسي تركي رفيع المستوى "هناك تصعيد في التصريحات من الجانبين الا ان قادة البلدين يدركون جيدا ان بنية العلاقات الثنائية قوية". من جهته قال سفير اسرائيل في انقرة غابي ليفي لتلفزيون ان تي في "يمكن ان تظهر خلافات في وجهات النظر حتى بين اقرب الاصدقاء" مؤكدا ان العلاقات بين البلدين تقوم على "اسس متينة جدا".