أرجأت محكمة مصرية النظر في إعادة محاكمة القيادي في «الجماعة الإسلامية» عبدالحميد أبو عقرب، وهو أيضاً أحد زعماء جناحها العسكري، بعدما اعتذرت هيئة المحكمة عن النظر في القضية ليتم إحالتها على دائرة أخرى. وبدا أن تلك الخطوة ستفتح المجال امام إنهاء ملف المحكوم عليهم بالإعدام غيابياً من أبناء وقادة «الجماعة الإسلامية» في قضايا الإرهاب. وفي ما وُصف ب «التطور الإيجابي» في تعامل الدولة مع ملف «الجماعة الإسلامية»، بدأت محكمة استئناف القاهرة إجراءات إعادة محاكمة أشهر قادة الجناح العسكري للجماعة عبدالحميد أبو عقرب الصادر في حقه حكمان غيابيان بالإعدام، بعدما سلم نفسه إلى أجهزة الأمن في حزيران (يونيو) العام 2007 لتسوية وضعه. ويعد أبو عقرب (48 سنة) أحد قادة «الجماعة» في محافظة أسيوط (صعيد مصر)، وتمكن من الفرار بعد اتهامه بالاشتراك في عملية اغتيال مساعد مدير أمن أسيوط اللواء محمد عبداللطيف الشيمي في العام 1993، والاشتراك في عمليات ارهابية وقعت في العقد الماضي. وأوضح ل «الحياة» منظّر «الجماعة الاسلامية» الدكتور ناجح ابراهيم «ان المحكمة تنحت عن النظر في القضية بعدما ثبت أن أحد قضاتها كان في وقت سابق عضواً في نيابة أمن الدولة ويتولى التحقيق في القضية». وقال: «رأت المحكمة انه ليس من الممكن ان يكون القاضي هو في الوقت نفسه المدعي». وقال: «خلال نحو شهرين سيتم تشكيل هيئة قضائية جديدة وتحديد جلسة لاعادة محاكمة عبدالحميد ابو عقرب». وأشاد ب «طريقة تعامل الأمن مع ابو عقرب حيث تم السماح له بالزواج داخل السجن، كذلك يسمح لنا (قادة الجماعة الاسلامية) وعائلته بزيارته بين الحين والآخر». وأكد أن «ابو عقرب لم يكن له اي مشاركة في أعمال قتالية». ونفى علاقته بالجناح العسكري للجماعة، لافتاً إلى انه «قام بتسليم نفسه بعد هروب دام 15 عاماً داخل مصر وذلك اقتناعاً منه بمبادرة وقف العنف» التي أعلنتها الجماعة في العام 1997 ورغبة منه «في تسوية ملفه الأمني». وأشار إلى معاملته داخل سجن طرة «معاملة جيدة، إذ يتكفل السجن بعلاجه كونه مصاباً بضمور في الابصار». وكشفت مصادر أمنية ل «الحياة» أن خطوة إعادة محاكمة ابو عقرب ستتلوها خطوات أخرى لإعادة محاكمة 12 من قادة «الجماعة» صدرت في حقهم أحكام غيابية بالاعدام ايضاً وهم الآن محتجزون في السجون. وأشار الى «ان من بين هؤلاء قيادات عليا في الجماعة الاسلامية ابرزهم مصطفى حمزة ورفاعي طه وأحمد عبدالقادر اضافة إلى عبدالحميد أبو عقرب»، ولفت إلى أن هناك عدداً منهم «سلّم نفسه منذ العام 2004».