ذكرت مصادر متطابقة اليوم الأحد أن الرجل الذي قتل في وسط فرنسا عند محاولته مهاجمة رجال شرطة وهو يهتف "الله أكبر" فرنسي في العشرين من العمر، مولود في بوروندي واعتنق الإسلام ووضع علم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على صفحته على "فايسبوك". وكان شرطيون فرنسيون قتلوا السبت بالرصاص رجلاً هاجمهم بسكين وهو يهتف "الله أكبر" داخل قسم شرطة في مدينة جويه-لي-تور، وسط غربي فرنسا. وعلى الإثر، فتحت نيابة مكافحة الإرهاب تحقيقاً "يتجه نحو إعتداء بدافع التشدد الإسلامي". وقال مصدر قريب من الملف إن برتران نزوهابونايو كان معروفاً لارتكابه جنحاً صغيرة من تهريب مخدرات إلى الإبتزاز والسرقة. وذكر مصدر آخر قريب من التحقيق لوكالة "فرانس برس" أن الحادث "يشبه في تنفيذه، أسلوب عمل تنظيم الدولة الإسلامية في مهاجمة قوات الأمن". وذكر أحد أقرباء الشاب طالباً عدم كشف هويته ل"فرانس برس" أن نزوهابونايو وصل قبل سنوات إلى مدينة جويه-لي-تور الصغيرة التي تضم 35 ألف نسمة وأنه ابن زوجين منفصلين. واتخذ لنفسه إسم بلال عند اعتناقه الإسلام. وينسب عدد من خبراء مكافحة الإرهاب أو جماعات "جهادية" إلى هذا الشاب الرياضي حساباً على موقع التواصل الإجتماعي يحمل منذ الخميس صور علم تنظيم "الدولة الإسلامية". ووضعت على الصفحة أيضاً نصوص وشعارات عدة للإسلام المتشدد. وعلى الصور التي يتم تناقلها على شبكات التواصل الإجتماعي، يبدو شاباً مبتسماً حليق الرأس وله لحية صغيرة. ودخل الشاب حوالى الساعة 14:00 (13:00 بتوقيت غرينتش) من يوم السبت وهو يحمل سكينا مركز الشرطة وأصاب شرطي الإستقبال في وجهه. كما أصاب شرطيين آخرين قبل أن يقتل برصاص "رجال شرطة في المركز استخدموا سلاحهم"، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان. وكان مصدر قريب من التحقيق ذكر ل"فرانس برس" أن المعتدي وهو فرنسي مولود في بوروندي عام 1994 ومعروف لدى أجهزة الشرطة بسبب قضايا حق عام "كان يردد "الله أكبر" من لحظة دخوله وإلى أن لفظ آخر أنفاسه". واعتبر مدعي عام الجمهورية جان لوك بيك أن "العناصر الأولى للتحقيق تشير إلى توافر كل عناصر الدفاع الشرعي عن النفس". وقال وزير الداخلية برنار كازينوف في المكان إن المعتدي "سبق أن ارتكب جنحاً"، لكنه ليس مسجلاً لدى الإدارة العامة للأمن الداخلي. في المقابل، فإن شقيقه معروف لدى أجهزة الأمن بمواقفه المتشددة وبأنه كان يرغب في وقت ما في التوجه إلى سورية قبل أن يعدل عن ذلك. وأعلن رئيس الوزراء مانويل فالس "دعمه" لرجال الشرطة "المصابين والمصدومين"، واعداً بأن "تتبع الدولة الحزم الشديد حيال من يعتدي عليهم". وتولى قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس التحقيق بتهم الشروع في القتل والإنضمام إلى عصابة إجرامية على علاقة بمنظمة إرهابية. وفرنسا مستهدفة بالإسم من تنظيم "الدولة الإسلامية" بسبب إشتراكها في الضربات الجوية على مواقعه في العراق. ووفق مصدر في مكافحة الإرهاب، فإن عودة "الجهاديين" الفرنسيين الذين قاتلوا في سورية مع مخططات فردية أو بأوامر من "الدولة الإسلامية" تشكّل خطراً رئيسياً على البلاد، لكن شخصاً تحوّل إلى التشدّد، يعمل بصورة فردية يشكل أيضاً مصدر قلق، إذ يصعب إحباط هذا النوع من التحرّكات. ومنذ صيف 2013، أُحبطت خمسة "مخططات لأعمال إرهابية" في فرنسا، وفق وزير الداخلية الذي أوضح أن أكثر من 1200 فرنسي أو مقيم ينتمون إلى شبكات "جهادية" ترسل مقاتلين إلى سورية أو العراق، ما يشكل "إرتفاع عددهم بأكثر من الضعف منذ بداية العام". وفي آذار (مارس) 2012، أقدم الإسلامي المتشدد محمد مراح (23 سنة) على قتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال في منطقة تولوز، جنوبفرنسا قبل أن يقتل على يد الشرطة في شقته. وبعد عام، قام فرنسي في الثانية والعشرين اعتنق الإسلام ثم تحوّل إلى التطرف، بطعن عسكري في رقبته في حي "لا ديفانس" المالي، في ضواحي باريس.