طهران، واشنطن، موسكو، لندن، بكين – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبرت إيران أمس، أن الدعوة الى مفاوضات مباشرة تشارك فيها الولاياتالمتحدة، تعتزم الدول الست المعنية بملفها النووي توجيهها اليها، تشكّل «تغييراً في الموقف»، مشيرة الى انها «ستدرسها» قبل الرد عليها. وكانت مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا زائد المانيا) اعلنت بعد اجتماع في لندن اول من امس، انها كلفت الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «دعوة الحكومة الايرانية الى لقاء ممثلين لمجموعة الست، وذلك لنجد معاً حلاً سياسياً لهذه القضية المهمة». ورحب المديرون السياسيون لوزارات الخارجية في الدول الست، بانفتاح الرئيس الاميركي باراك اوباما على ايران، وتصميمه على «الانضمام الى اي لقاء مقبل مع ممثلين لها». واضاف بيان المجموعة: «نحض ايران بقوة على انتهاز هذه الفرصة، لإعلان التزام جدي معنا جميعاً في روح من الاحترام المتبادل». وقال علي اكبر جوانفكر مستشار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد: «يجب درس هذا الاقتراح، على كونه بناء وتغييراً في الموقف. ستدرس جمهورية ايران الاسلامية هذا الاقتراح وستُعطي ردها». واضاف: «نأمل في ان يظهر هذا الامر تغييراً في الموقف نحو مقاربة اكثر واقعية». في واشنطن، أكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان وليم بيرنز مساعدها للشؤون السياسية «يشارك في شكل كامل في المفاوضات، ولم يعد مجرد مراقب». وقالت: «نعتقد ان من المنطقي إجراء حوار حذر جداً مع ايران حول عدد من الملفات التي تؤثر في مصالحنا ومصالح العالم أجمع. لا شيء اهم من محاولة اقناع ايران بوقف جهودها لحيازة سلاح نووي». اما الناطق باسم الخارجية الاميركية روبرت وود فقال ان «الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة عملية مفاوضات 5+1. وما تغيّر هو ان الولاياتالمتحدة ستنضم الى المحادثات مع ايران ابتداءً من الآن». واضاف: ان «حلاً ديبلوماسياً يتطلب تصميماً على إجراء حوار مباشر يستند الى احترام متبادل ومصالح مشتركة». وزاد: «اذا وافقت ايران، نأمل في ان يكون ذلك مناسبة لإجراء حوار مباشر معها حول طريقة إزالة العقبات التي ظهرت في السنوات الأخيرة، والتعاون لتبديد الهواجس المستمرة لدى المجتمع الدولي حول برنامجها النووي». وكان بيرنز شارك في 19 تموز (يوليو) الماضي في اجتماع للدول الست في جنيف، حضره المفاوض الايراني سعيد جليلي. لكن وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس قالت إن حضوره هو «لمرة واحدة فقط»، معتبرة ان طهران لم تكن جدية. في موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «على ايران ان تقنعنا جميعاً بالطابع السلمي البحت لبرنامجها النووي». واضاف: «ليس هناك اي دليل على وجود بعد عسكري لهذا البرنامج. لكن لدول عدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تساؤلات على ايران ان تقدم توضيحات حولها». وفي بكين، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو: «نحن سعداء بتحسن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوايران». وجاء قرار مجموعة «5+1»، بعد ساعات على اتهام طهران الصحافية الاميركية - الايرانية روكسانا صابري بالتجسس. واكد رضا والد صابري انه لن يغادر ايران حيث زار ابنته، قبل اطلاقها. وقال: «اطالبهم بالإفراج عن ابنتي في أقرب وقت ممكن، بحيث يمكنها العودة الى حياتها الطبيعية وان تواصل عملها. سأبقى هنا الى ان يفرج عنها». وكان حسن حداد نائب رئيس مكتب المدعي العام الإيراني للقضايا الأمنية، قال إن صابري أقرت بالتجسس، مضيفاً ان «الاتهام وُجه اليها ويراجع فرع تابع للمحكمة الثورية قضيتها».