تبادل نادي الجوف الأدبي وأمانة المنطقة الاتهامات حول المتسبب بإلغاء ندوة عن اليوم الوطني كان مقرراً إقامتها في مركز الأمير عبدالإله الحضاري في مدينة سكاكا مساء الثلثاء الماضي بمشاركة عميد كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد السالم وعميد البحث العلمي في جامعة الجوف الدكتور نايف المعيقل. ففي حين أكد رئيس «أدبي الجوف» أن «الأمانة» لديها علم بموعد الندوة، نفى مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة المنطقة تلقيهم طلباً رسمياً من «النادي» لإقامة الندوة. وقال رئيس نادي الجوف إبراهيم الحميد ل «الحياة» إنه فوجئ بعمال «المركز» الذي يتبع أمانة منطقة الجوف، يقومون قبل دقائق من انطلاق الندوة بإطفاء الأنوار وإغلاق أبواب المركز في وجه الحضور، بحجة أن «الأمانة» لم يكن لديها علم بموعد المحاضرة، مؤكداً أن مدير المركز لديه علم بالمحاضرة منذ شهر رمضان الماضي، وإلا «كيف نفسر تواجد عمال النظافة والصيانة في صالة المحاضرات منذ الظهر». وقال إن قرار «الأمانة» إغلاق المركز أربك الجميع، وخلق حالة من الاستغراب، وأحرج مجلس إدارة النادي أمام ضيوف الندوة وحضورها، في «احتفالية وطنية كان من الأولى تعزيزها ومؤازرتها والاحتفاء بها، لا وقفها وقطع الكهرباء عنها وإقفال الموقع أمام الحضور، خصوصاً مع وجود أحد محاضري الندوة وقدومه من مدينة الرياض». وأشار إلى أن إمارة المنطقة ليس لديها علم بإقفال المركز، «على رغم أن الأمانة تلقت توجيهات أمير المنطقة بإقامة فعاليات النادي الثقافية في المركز، بعد حادثة إحراق خيمة النادي الثقافية قبل نحو 9 أشهر». واتهم الحميد أمانة المنطقة بأنها معطلة للمسيرة الثقافية في المنطقة، مبدياً أسفه واستنكاره لتصرف الأمانة. وكشف الحميد عن التجهيزات النهائية لافتتاح خيمة النادي الثقافية، بعد شهر من الآن، في مكان الخيمة المحترقة نفسه. وأضاف: «يستعد النادي لإقامة عدد من الفعاليات الثقافية، من بينها ملتقى جهات الثقافي». «أمانة الجوف»: فشل «النادي» أفسد الندوة قال مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة الجوف عبدالله السهيان ل «الحياة» إن الأمانة لم تتلق أي طلب رسمي من النادي الأدبي، بخصوص إقامة الندوة المعلن عنها من «النادي»، مشيراً إلى أن فشل «أدبي الجوف» في التنسيق الإعلامي والإداري كان وراء فشل الندوة، وقال: «ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النادي الأدبي بالإعلان عن إقامة ندوات ومحاضرات في المركز الحضاري قبل التنسيق معنا، وكأنه يضعنا أمام الأمر الواقع». وأضاف: «سبق أن طلب «النادي» من المركز الحضاري إقامة بعض الفعاليات في مناسبات سابقة، صادفت إقامة معارض لجهات أخرى، ما جعل الأمانة تعتذر منهم، ويبدو أن ما حدث مساء الثلثاء الماضي كان نتيجة تراكمات نفسية». وذكر السهيان إن أحد منسوبي «النادي» اتصل على مدير المركز نايف الهذال من أجل إقامة الندوة في آخر شهر رمضان الماضي، «وأبلغهم الهذال أن المركز يخضع لصيانة وان الصالة غير جاهزة حالياً». مشيراً إلى أن وكيل أمانة منطقة الجوف المهندس حامد الرشيدي وجّه بإعادة فتح أبواب المركز لإنهاء هذه المشكلة، لكن «المسؤولين عن النادي الأدبي رفضوا إتمام هذه الندوة بحجة إغلاق الأبواب، والحقيقة أن عدم حضور المحاضرين هو السبب لعدم إتمام الندوة». نادي الجوف الأدبي من جديد! يذكر أنه خلال أقل من 9 أشهر تصدر اسم نادي الجوف الأدبي، أكثر من مرة عناوين الصحف المحلية والمواقع الالكترونية. فبعد «الضجة الكبيرة» التي تولدت بعد حادثة إحراق خيمة النادي الثقافية، احتجاجاً على مشاركة الشاعرة حليمة مظفر في أمسية شعرية كان مقرراً إقامتها بمشاركة الشاعرين عبدالعزيز الشريف ومحمد الغامدي، وما تلا ذلك من تداعيات أثرت في المشهد الثقافي في المنطقة. جاء إعادة إقامة الأمسية الشعرية ذاتها في مركز الأمير عبدالإله الحضاري، لتضع حداً بتعبير أحد المهتمين بالشأن الثقافي في المنطقة لسيطرة «المتشددين» على آراء المجتمع، «بعد اتضاح أن منفذ حادثة إحراق خيمة النادي حدث بتحريض من متشددين»، معتبراً النادي الأدبي أحد أهم عناصر التنوير في المنطقة، خصوصاً وهو «يقوم بدوره الثقافي الرائد من دون الالتفات إلى كتابات خفافيش الظلام المغرضة في المواقع الإلكترونية»، ومطالباً النادي الأدبي بمواصلة مسيرته «المباركة» والتي «يدعمها جمهور عريض من أبناء وبنات المنطقة». في المقابل، اعتبر أحد أبناء المنطقة أن «النادي» تجاوز حدوده كثيراً، في الإساءة لعادات وتقاليد المجتمع المحافظ، من خلال استضافته لأسماء مرفوضة من شريحة كبيرة من أبناء المجتمع، محملاً النادي الأدبي مسؤولية الفرقة التي ظهرت بين أبناء المنطقة، ما بين مؤيد ومعارض لنشاطاته، وقال إن «النادي» ليس مطالباً بجلب أسماء ثقافية «مثيرة» حتى يحقق نجاحات.