حسمت إسرائيل أمرها وقررت التوجه إلى انتخابات عامة في 17 آذار (مارس) المقبل، وذلك بعد أن أقرت الكنيست (البرلمان) بالقراءتين الثانية والثالثة أمس، مشروع قانون حل نفسها. ويأتي تصويت الكنيست بعد أن أعلن حزب «إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان رفضه التجاوب مع محاولة زعيم «ليكود» رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، إلغاء تبكير الانتخابات وتشكيل ائتلاف حكومي جديد مع المتدينين المتزمتين (شاس ويهدوت هتوراه) يقوم على غالبية 61 نائباً من مجموع 120، علماً بأن نتانياهو أقال أخيراً وزير المال، رئيس حزب «يش عتيد» يائير لبيد، ووزيرة القضاء رئيسة حزب «الحركة» تسيبي ليفني، ما أدى إلى استقالة وزراء «يش عتيد». وعزا مراقبون محاولات نتانياهو إلى استطلاعات الرأي الأخيرة التي أشارت إلى أنه في حالات معينة ليس أكيداً أن تناط رئاسة الحكومة الجديدة به، وأنه في وسع تكتل أحزاب الوسط أن يشكل نداً لليمين المتشدد (ليكود و»البيت اليهودي»)، خصوصاً أن «النجم الصاعد» موشيه كحلون الذي ترك «ليكود» ويخوض الانتخابات في قائمة مستقلة يتوقع أن تحصد 12 مقعداً، لم ينف احتمال الانضمام إلى حكومة بزعامة زعيم «العمل» إسحق هرتسوغ. كذلك لم ينفِ ليبرمان هذا الاحتمال، وهو ما أكده البيان بقوله إن «الحزب لا يلغي أياً من الأحزاب لتكون شريكة في الحكومة». في هذه الأثناء، واصلت أحزاب الوسط ويسار الوسط اتصالاتها لتشكيل قائمة انتخابية مشتركة لمواجهة نتانياهو الذي لا يحظى بدعم علني سوى من «البيت اليهودي». أما الكتل العربية، فستواجه في الانتخابات المقبلة تحدياً جديداً بعد أن رُفعت نسبة الحسم الى 3,25، ما دفع الى الدعوة الى تشكيل قائمة مشتركة من كل هذه الكتل. وعقد نتانياهو أمس اجتماعاً للجنة المركزية لحزبه «ليكود» في مستوطنة «آريئيل» لوضع نظام انتخاب زعيم للحزب ومرشحي قائمته الانتخابية، وليطلب تبكير موعد انتخاب زعيم الحزب المقرر في السادس من الشهر المقبل. وأرجعَ مراقبون الطلب «المستعجل» إلى مخاوفه من عودة جدعون ساعر، الوزير السابق الذي يحظى بأوسع شعبية في الحزب، إلى الساحة السياسية ومنافسته له على زعامة الحزب. وأضافوا أن نتانياهو يحاول اختصار المدة الزمنية كي لا يتمكن ساعَر من ترتيب أوراقه، علماً بأن الأخير لم يعلن موقفه بعد. تزامن ذلك مع استطلاع في الرأي أفاد بأن «ليكود» بزعامة النائب الأكثر تطرفاً موشيه فيغلين أو النائب داني دانون اللذين ينافسان نتانياهو على زعامة الحزب، سيفوز ب 18 مقعداً (عدد المقاعد ذاته في الكنيست الحالي) بينما يفوز ب 22 بقيادة نتانياهو. ورأى معلقون أن هذا الفارق البسيط لمصلحة نتانياهو «يعكس وضعه الإشكالي داخل الحزب كما في الشارع الإسرائيلي»، وأنه لم يعد ذلك الزعيم المُتوَّج ل «ليكود» بلا منافس. إلى ذلك، أكدت تصريحات وزراء مقربين من نتانياهو من جديد، أن حملة الحزب الانتخابية ستدور على شخص نتانياهو، وأن الرسالة التي ستطرح على الناخبين ستقول إنهم أمام أحد خيارين: نتانياهو كزعيم «لمعسكر اليمين القومي»، أو (رئيس حزب العمل الوسطي) إسحق هرتسوغ «زعيم اليسار»، رغم أن هرتسوغ نفسه ينفي يساريته ويموْضِع نفسه في الوسط، وأعلن أنه يستثني القوائم العربية من تكتل أحزاب الوسط واليسار الصهيوني.