أكدت نتائج استطلاع جديد للرأي في إسرائيل نشرت أمس ما يردده معلقون بارزون من أن «الدرج خالٍ من قادة جدد لتصريف شؤون الدولة»، إذ بيّنت أنه رغم تراجع شعبية رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على خلفية نتائج الحرب على غزة التي لم ترضِ غالبية الإسرائيليين، وفي ظل شبه تمرد عليه داخل حزبه «ليكود» وشرخ جدي داخل ائتلافه الحكومي، إلا أن 42 في المئة من الإسرائيليين لا يزالون يرون فيه الشخصية الأنسب لرئاسة الحكومة، يليه بفارق هائل زعيم «العمل» يتسحاق هرتسوغ. كما أكدت النتائج أن الشارع الإسرائيلي يواصل انجرافه نحو اليمين المتشدد الذي يعزز غالبيته الحالية في الكنيست ويحظى ب 69 مقعداً من مجموع 120، لو جرت الانتخابات اليوم. وبحسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «هآرتس» فإن 54 في المئة من الإسرائيليين يرون أن أياً من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لم يسجل الانتصار في الحرب الأخيرة، بينما رأى 26 في المئة أن إسرائيل انتصرت في مقابل 14 في المئة أعربوا عن رأيهم بأن «حماس» هي المنتصرة. وقال 50 في المئة إنهم راضون عن إداء نتانياهو خلال الحرب بينما بلغت النسبة 77 في المئة في الأيام الأولى للحرب، في مقابل 41 في المئة أعربوا عن عدم رضاهم. وبيّن الاستطلاع أيضاً أن زعيم حزب المستوطنين وزير الاقتصاد نفتالي بينيت هو المستفيد الأكثر شعبياً من تشدده خلال الحرب ومطالبته بعدم وقفها وعدم التفاوض، إذ يحصل حزبه لو أجريت الانتخابات اليوم على 17 مقعداً، أي بزيادة خمسة مقاعد عن تمثيله في الكنيست الحالية. ويحصل «ليكود» على 26 مقعداً (21 حالياً) و «إسرائيل بيتنا» بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على 11 مقعداً (12 حالياً) والحزبان الدينيان المتزمتان «يهدوت هتوراة» و «شاس» على 15 مقعداً، وبالمجموع تحصل أحزاب اليمين هذه على 69 مقعداً. أما أحزاب الوسط واليسار فتحصل على 37 مقعداً موزعة كالتالي: «العمل» (14) و «يش عتيد» (12) و «ميرتس» (7) و «الحركة» (4). وتحصل الأحزاب العربية الثلاثة على 14 مقعداً: 6 ل «الجبهة – الحزب الشيوعي»، و4 لكل من «القائمة العربية الموحدة» و «التجمع». وعلى خلفية هذه الأرقام استبعد معلقون في الشؤون الحزبية أن تكون لدى نتانياهو الجرأة لتحريك عملية سياسية جدية مع السلطة الفلسطينية وهو الذي تحدث قبل أسبوع عن أن «التغييرات الدراماتيكية الإقليمية تتيح تحقيق أفق سياسي جديد». وأشار المحلل الحزبي في الإذاعة العامة إلى الغضب العارم داخل «ليكود» على زعيمه نتانياهو واتهامه بأنه «قيادي ضعيف». وقال إنه سمع من ناشطين ميدانيين بارزين عن رغبتهم في الإطاحة بنتانياهو. وأشار إلى حقيقة أن وزراء الحزب ونوابه، باستثناء اثنين أو ثلاثة، لم يخرجوا إلى وسائل الإعلام للدفاع عن نتانياهو الذي يتعرض في اليومين الأخيرين إلى هجوم شديد من قادة اليمين المتشدد ومعلقين بارزين تؤشر إلى تراجع نفوذه داخل الحزب، مستبعداً في الوقت ذاته ان يجرؤ وزير الداخلية جدعون ساعر، الذي لمح في السابق إلى طموحه في المستقبل لقيادة الحزب، على الإعلان قريباً عن منافسته نتانياهو.