ندد مسؤولون وفصائل فلسطينية بمحاولات مجموعة يهودية متطرفة اقتحام الأقصى عشية «يوم كيبور» (عيد الغفران) لدى اليهود، وتزامناً مع ذكرى اندلاع انتفاضة الأقصى التي تصادف اليوم عندما اقتحم رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق آرييل شارون المسجد وسط حراسة أمنية مشددة. ودعا مسؤولون الى عقد قمة عربية طارئة، فيما دعا قياديون الى انتفاضة ثالثة للدفاع عن المسجد والقدس. وحذر رئيس ديوان الرئاسة رفيق الحسيني من أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى صباح امس سيقضي نهائياً على إمكان إحلال السلام في المنطقة. من جهته، اعتبر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك أن الاعتداء يهدف الى فرض الأمر الواقع، وقال في مقابلة مع قناة «القدس» الفضائية إن «الأمة العربية والإسلامية في حاجة إلى وقفة رجلٍ واحد للدفاع عن المدينة المقدسة»، داعياً الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن والبرلمانات العربية الى «عقد قمة طارئة». واعتبرت الحكومة المقالة في غزة محاولة الاقتحام ثمرة للقاء الثلاثي في نيويورك، وحيّت الفلسطينيين المرابطين داخله. وحذرت حركة «حماس» من «التصعيد الاسرائيلي الخطير» في القدس، وقالت: «نحمل الاحتلال المسؤولية عن كل التبعات والتطورات التي ستترتب على هذه الجريمة». ودعت «سلطة رام الله وحركة فتح إلى التوقف عن مسلسل اللقاءات العبثية مع الاحتلال التي توفر له غطاء للاستمرار في هذه الجرائم». كما دعت «الحكومات العربية إلى التوقف عن المراهنة على الموقف الأميركي والتخلي عن حالة الصمت تجاه الجرائم ضد المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني». ودعت الى مسيرات احتجاج على اقتحام الاقصى مساء الاحد في غزة. من جانبها، اعلنت «كتائب القسام» «ان المس بالأقصى نذير خطير لما هو قادم، ولن نقف مكتوفين امام استباحته ... وسندافع عنه بكل الوسائل». ودعا وزير الاوقاف والشؤون الدينية في الحكومة المقالة الدكتور طالب أبو شعر زعماء وقادة العالم الاسلامي الى عقد قمة طارئة وعاجلة تحت مظلة منظمة المؤتمر الاسلامي لاتخاذ قرارات حاسمة لنصرة الاقصى، كما دعا مجلس الامن الى عقد جلسة طارئة لانصاف الفلسطينيين. وقال في مؤتمر صحافي في غزة إن «الجماهير العربية والشعوب الاسلامية مدعوة للخروج بمسيرات وتظاهرات». ودعا الشعب الفلسطيني إلى «انتفاضة ثالثة في اعقاب الاقتحام». ودعا الرئيس محمود عباس إلى «رفع العصا عن المقاومة في الضفة المحتلة وإطلاق المعتقلين ليؤدوا دورهم في حماية الشعب والمقدسات». كما أهاب ب «العلماء إلى استنهاض الشارع العربي والإسلامي تضامناً مع الأقصى». من جهته، اعتبر القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش أن العدوان على الأقصى «له علاقة بقرار مركزي إسرائيلي واحد هو التصعيد في المنطقة وربما يطاول دولاً عربية مجاورة». ودعا الى «توقف جميع اللقاءات مع الاحتلال وان تقف الأمة أمام مسؤوليتها وحماية الأقصى». ودعا إلى «ترتيب البيت الفلسطيني»، وطالب الأمة الإسلامية «بالقيام بواجبها إزاء الاعتداءات على الأقصى». من جهتها، قالت كتائب شهداء الأقصى - مجموعات الشهيد تامر الخطيب إن اقتحام المستوطنين وجيش الاحتلال لا يقابل إلا بمزيد من الدم والبارود. كما اعتبرت «الجبهة الشعبية» أن «الانتهاكات الاسرائيلية ما كانت لتحدث لولا الصمت والتواطؤ العربي ولهاث المفاوض الفلسطيني وراء ما يسمى عملية السلام ودوامة مفاوضاتها العبثية». وطالبت الرئاسة «بالكف الفوري عن أي لقاءات أو مفاوضات ... ووقف أي خطوات عربية تطبيع (مع الحكومة الاسرائيلية) ومقاطعتها وملاحقتها وقادة جيشها أمام القضاء الدولي ومؤسسات الأممالمتحدة ومحكمة الجنايات الدولية». ودان عضو اللجنة المركزية ل «الجبهة الديموقراطية» طلال أبو ظريفة «الأعمال الإجرامية التي تنتهجها حكومة نتانياهو التوسعية»، واعتبر محاولة اقتحام الأقصى «تحدياً واستخفافاً واضحاً بمشاعر المسلمين، وتأتي في إطار الصمت الاقليمي والدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ما يستدعي عقد قمة إسلامية عاجلة تتخذ قرارات وتضع آليات عملية، للجم حكومة نتانياهو ووقف سياستها العدوانية التوسعية». وجدد مطالبته «بالعودة الى الحوار الوطني لإنهاء الانقسام». من جهتها، حذرت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة» امس «الاحتلال الصهيوني من النتائج المترتبة على المحاولات المتواصلة لاقتحام الأقصى وتدنيسه». ودعت الى «إعلان النفير العام والرد بقوة على تدنيس الأقصى».