واصل قطاع الشحن الجوي أداءه القوي في الأشهر الأخيرة، إذ ارتفع الطلب الذي يقاس بعدد كيلومترات/أطنان الشحن بنسبة 5.4 في المئة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مقارنة بالشهر ذاته من عام 2013. وأعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) أن ذلك «تفوق على السعة التي نمت بنسبة 4.4 في المئة». وأظهرت بيانات «أياتا» أن «الطلب ازداد بنسبة 0.7 في المئة قياساً اليه في أيلول (سبتمبر) الماضي، ما يرفع معدلات الشحن إلى مستوى شهري جديد». واعتبر الاتحاد أن هذه النتائج الجيدة «تعكس التحسن في التجارة العالمية ونشاط الأعمال، ما أثبت وجوده منذ الصيف الماضي». كما تنمو التجارة العالمية «في شكل مستقر ما يدعم زيادة طلبات الشحن الجوي». ومع ذلك، يظهر «التنوع في الأداء الإقليمي بوضوح، إذ نمت الحاملات في الشرق الأوسط وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شكل أسرع من التوجه العالمي. بينما سجلت حاملات أميركا الشمالية وأوروبا وأميركا الجنوبية «نمواً أكثر بطءاً». ورصد «أياتا» تحقيق «تحسن في أداء كل الحاملات باستثناء منطقة أوروبا مقارنة بأداء العام الماضي، إذ ارتفع الطلب على الشحن الجوي لحاملات أوروبا بمعدل ضعيف بلغ 1.4 في المئة مقارنة بتشرين الأول الماضي، ما يعكس عدم الاستقرار الاقتصادي وتأثير العقوبات الناتجة من الأزمة الروسية - الأوكرانية». وقال المدير العام الرئيس التنفيذي ل «أياتا» توني تايلر، «عدنا إلى معدلات طلب لم نشهدها منذ فترة ازدهار ما بعد الكساد عام 2010». ورأى أن الصناعة «لا تزال محط الأنظار وتحت ضغط تحسين القيمة التي تضيفها، إذ تطورت توقعات الزبائن في شكل لافت، كما تحسنت تنافسية أشكال الشحن الأخرى، فتوقع الشاحنون فعالية العمليات الإلكترونية التي يخوضون فيها في كل القطاعات». وأضاف: «لدى شحن منتجات خاصة، فهم يتوقعون جودة عالية خلال العملية، وتستثمر الصناعة حالياً لبناء مستقبلها من خلال تلبية هذه التوقعات». وعن تطور حركة الشحن في مناطق العالم، ذكر تقرير «أياتا» أن حاملات منطقة آسيا والمحيط الهادئ «سجلت زيادة نسبتها 6.7 في المئة في كيلومترات/أمتار الشحن، وكذلك الارتفاع الملحوظ في التجارة والتصدير في الاقتصادات الآسيوية الناشئة». فيما سيستمر النمو في الاقتصاد الصيني في التباطؤ، ما يؤثر على الشحن الجوي، ونمت السعة بنسبة 5.7 في المئة». وأفاد الاتحاد بأن شحن الخطوط الجوية الأوروبية «تحسّن بنسبة 1.4 في المئة، وتجنب اقتصاد منطقة اليورو الكساد في الربع الثالث فقط». ورأى أن الثقة القليلة في الأعمال والعقوبات المستمرة ضد روسيا «ستستمر في التأثير على الشحن الأوروبي، وقد ازدادت السعة بمعدل 4.4 في المئة». وفي أميركا الشمالية، سجلت حاملاتها «زيادة 3.1 في المئة في تشرين الأول، وكان النمو أبطأ من معدلات أيلول الماضي، حيث سجلت 5.4 في المئة». ولكن التوجه العام «يظهر تسارع النمو عن العام الماضي بمعدل 2.7 في المئة، وسجلت السعة 1.2 في المئة». وبالنسبة إلى حاملات الشرق الأوسط فهي «سجلت مجدداً زيادة لافتة نسبتها 13 في المئة، إذ تنوعت الحاملات في المنطقة ووسعت خدماتها في الربط مع الأسواق الآسيوية والأفريقية، وازدادت السعة بنسبة 15.8 في المئة». وسجلت خطوط الطيران الأفريقية «نمواً قوياً نسبته 9.6 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ويدعم هذه الزيادة التحسن في الاقتصادات الحيوية مثل جنوب أفريقيا، وانخفضت السعة 2.4 في المئة».