بحث الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي أمس، أزمة أوكرانيا التي تسببت ب «مواجهة» علنية بين الغربيين، إذ قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند في تصريحات مسرّبة من مكالمة هاتفية: «ليذهب الاتحاد الأوروبي إلى الجحيم». وعلى رغم اعتذار نولاند، أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل غضباً، مؤكدة أن التصريحات «غير مقبولة»، بينما اتهمت واشنطنموسكو باستخدام «أساليب خسيسة» عبر تسريب الشريط. وفيما يدور خلاف بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة من جهة أخرى حول تأييد الاحتجاجات المستمرة التي تنظمها المعارضة منذ أكثر من شهرين في أوكرانيا، اتهمت واشنطنموسكو بالوقوف خلف التسجيل المسرّب لنولاند، والذي لم يعرف مصدره. وقالت نولاند، الموجودة في كييف، بصوت واضح في المحادثة مع جيفري بيات، السفير الأميركي لدى أوكرانيا، والتي نُشرت بلا تاريخ على موقع «تويتر»: «مبعوث الأممالمتحدة روبرت سيري ممتاز للمساعدة في تسوية أمور أوكرانيا، فلتساهم الأممالمتحدة في حل الأزمة، وليذهب الاتحاد الأوروبي إلى الجحيم». وردّ السفير بيات: «بالضبط، يجب أن نعالج الأمور معاً، إذ لا يمكن الاطمئنان إلى أن الروس لن يحاولوا تعطيل الأمور إذا تحسنت». وكانت موسكو منحت كييف في كانون الأول (ديسمبر) الماضي 15 بليون دولار، وخفضت سعر بيع الغاز لجارتها من أجل إقناعها بعدم توقيع اتفاق للشراكة مع الاتحاد الأوروبي. لكنها لمّحت أخيراً إلى أن هذه المساعدة سترتبط بشكل الحكومة الأوكرانية الجديدة بعد استقالة رئيس الوزراء ميكولا آزاروف. في واشنطن، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي: «بلغت أساليب روسيا مستويات خسيسة جداً»، أما الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني، فاعتبر أن «مجرد نشر الحكومة الروسية المحادثة الهاتفية على تويتر يوضح دورها»، في إشارة إلى أن أول من وضع رابط شريط نولاند هو ديميتري لوسكوتوف، أحد معاوني نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري روغوزين. وكان سيرغي غلازييف، مستشار الرئيس الروسي للعلاقات مع أوكرانيا، اتهم الولاياتالمتحدة أول من أمس ب «تدريب متمردين أوكرانيين وتسليحهم، وتمويل المعارضة ب 20 مليون دولار أسبوعياً». وقال: «على الغرب وقف سياسة الابتزاز والتخويف التي كشفها لقاء نولاند مع النخب وممثلي الرئيس والمعارضة في أوكرانيا». ورفض الاتحاد الأوروبي التعليق على تصريحات نولاند، وقالت بيا أرنكيلد هانسن، الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون: «ينصبّ اهتمامنا على العمل الميداني مع الأوكرانيين لمحاولة مساعدتهم في حل الأزمة، وسنواصل مع شركائنا الدوليين بذل قصارى جهدنا لتحقيق هذا الأمر». لكن شريطاً صوتياً آخر نشر على «يوتيوب» الثلثاء الماضي، عرض شكوى هيلغا شميد، الذراع اليمنى لآشتون، خلال مكالمة هاتفية مع يان تومبنسكي سفير الاتحاد الأوروبي في كييف، من انتقاد الولاياتالمتحدة عدم حماسة الأوروبيين لفرض عقوبات على أوكرانيا. ونقل عنها قولها: «من المزعج رؤية الأميركيين يستفيضون في انتقاد الاتحاد الأوروبي ويقولون إننا شديدو الميوعة»، وتساءلت: «لماذا يوجهون لنا اتهامات ويستهزئون بنا؟ لا أريد تنحية آشتون جانباً، إذ يمكن أن يضر ذلك بنا سياسياً». أما مساعدة الناطقة باسم الحكومة الألمانية كريستيان فيرتز، فأعلنت أن «المستشارة الألمانية مركل تعتبر تصريحات نولاند غير مقبولة، وتؤكد مجدداً أن آشتون تؤدي عملها على أكمل وجه». وقال مسؤول أوروبي بارز طلب عدم ذكر اسمه: «لا شيء أكثر كذباً من القول إن الاتحاد الأوروبي لا يفعل شيئاً في أوكرانيا. كنا وما زلنا وسنبقى شديدي الفاعلية لحل أزمتها السياسية».