لا تزال مساعي حل الأزمة الأوكرانية تسير ببطء على ضوء الاتهام الروسي للولايات المتحدة ب"دعم المتمردين"، فيما تواجه أوكرانيا منذ أكثر من شهرين أزمة غير مسبوقة. فتظاهرات الاحتجاج التي فجرها في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) تراجع الحكومة الأوكرانية عن اتفاق شراكة كانت على وشك توقيعه مع الاتحاد الأوروبي، واختيارها سياسة التقارب مع موسكو، تحولت رفضاً للنظام الرئاسي الذي أقامه فيكتور يانوكوفيتش. وأسفرت الصدامات عن سقوط أربعة قتلى على الأقل وإصابة 500 بجروح، في وقت تطالب فيه الحكومة المتظاهرين ب"إخلاء الميادين شرطا لبدأ التعديلات والمفاوضات". أما المعارضون الذين يعتبرون أن الحكومة أضاعت فرصة الحلم الأوكراني الأوروبي، فيطالبون ب"إقالتها وإخلاء المعتقلين السياسيين في سجون الحكومة". وتوالت الوساطات الدولية من أجل حل الأزمة الأوكرانية، فالولاياتالمتحدةوروسيا أصبحتا على خط المفاوضات المباشرة في أوكرانيا، اذ تحاول كل منهما تسجيل نقاط على الآخر في السياسة العالمية. وأمل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش اليوم، لدى استقباله الديبلوماسية الأميركية فيكتوريا نولاند "اجراء اصلاح دستوري في اسرع وقت ممكن في اطار حوار مع المعارضة". ووفق بيان الرئاسة، فان هذا الإصلاح سيجري في إطار احترام الإجراءات المعمول بها. ويرى يانوكوفيتش أن الحوار والتسوية مع المعارضة لا بد منهما لوضع حد للازمة، التي تمر فيها البلاد منذ شهرين. وأعلن أن "هناك إجراءات ستتخذ قريبا لتسريع الإفراج عن متظاهرين اعتقلوا أثناء الصدامات الأخيرة مع قوات الأمن". وبينما وجهت له روسيا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية تحذيرات متكررة ضد تغيير موقفه، ملمحة الى أن "صرف المساعدة المالية من قبل موسكو سيتوقف على تصرف كييف"، اتهم مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولاياتالمتحدة ب"ابتزاز اوكرانيا والمراهنة على انقلاب عسكري فيها". اذ اتهم مساعد لبوتين اميركا ب"تسليح المتمردين" و"حث حكومة كييف على إحباط ما أسماها محاولة انقلاب"، مهدداً ب"تدخل روسيا للحفاظ على الأمن في الجمهورية السوفيتية السابقة". وكان متحدث باسم الكرملين اكد في وقت سابق لإذاعة روسية ان "بوتين لن يعود عن التزامه منح مساعدة لاوكرانيا بقيمة 15 بليون دولار"، وفي الوقت نفسه خفض سعر الغاز الروسي الذي يتم تسلميه الى الدولة الجارة طالما ستحترم كييف من جهتها التزاماتها حيال موسكو. واعلن بوتين، الاسبوع الماضي لقادة "الاوروبي" في بروكسل أن "روسيا ستحترم بنود اتفاقها في شأن المساعدة لاوكرانيا اياً كان رئيس الحكومة في كييف". وقدم رئيس الوزراء الاوكراني الموالي لروسيا ميكولا ازاروف استقالته الاسبوع الماضي بعد شهرين على تظاهرات موالية لاوروبا في شوارع العاصمة. واضاف بيسكوف: "سيتطلب هذا وقتاً قبل ان يكون في وسع رئيس الحكومة الاوكراني الجديد ان يوضح لموسكو الى اي حد سينتهج سياسة الفريق (الحكومي) السابق". وتابع: "نريد ان نفهم فقط ماذا سيحدث لهذه الاموال"، في اشارة الى المساعدة المالية الروسية. على الصعيد الأمني أعلنت الشرطة الأوكرانية أن معارضين جرحا، إصابة احدهما خطرة في انفجار طرد مفخخ الخميس في كييف. من جانبها، اعتبرت اشتون اثر محادثاتها في كييف صباح أمس الاربعاء انه يجب "القيام بالمزيد من العمل" في مجال الاصلاحات واملت في ان "تتسارع هذه الخطوات". وكان احد قادة المعارضة الاوكرانية فيتالي كليتشكو صرح امام البرلمان انه "يجب العودة الى دستور 2004، وبعد ذلك نأخذ وقتنا في بحث دستور جديد والا فانه يجب التوجه نحو اجراء انتخابات مبكرة".