استحكمت الأزمة في أوكرانيا امس، بين أنصار التقارب مع موسكو ودعاة الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذين واصلوا محاصرتهم مقر الحكومة في كييف لليوم الثاني، فيما امتدت الأزمة إلى أرمينيا حيث نزل مناهضو التقارب مع موسكو إلى شوارع العاصمة يريفان احتجاجاً على خطة الحكومة إبرام اتفاق للاتحاد الجمركي مع روسيا. ودخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خط الأزمة، واعتبر خلال زيارته أرمينيا أمس، أن الأحداث في كييف دُبِرت من الخارج، في تلميح مباشر إلى تورط دوائر أوروبية. ورأى أن التحركات في الشارع الأوكراني «ليست ثورة بل شغب». وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما (البرلمان) الروسي الكسندر بوشكوف اكثر وضوحاً، اذ قال ان الشراكة الأوروبية - الأوكرانية، مشروع لإضعاف نفوذ روسيا، مؤكداً ان الاضطرابات في أوكرانيا تحظى بدعم من بروكسيل (مقر الاتحاد الأوروبي). وأغلق آلاف المتظاهرين في العاصمة الأوكرانية كييف الطرق المؤدية الى مقر الحكومة، في اطار احتجاجات على رفضها توقع اتفاق شراكة مع الاتحاد خلال القمة الأوروبية مع الجمهوريات القائمة على انقاض الاتحاد السوفياتي والتي عُقدت في العاصمة الليتوانية فيلنيوس الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الأوكرانية عن مسؤولين ان المحتجين منعوا عدداً من الوزراء من الوصول إلى مكاتبهم، ما أرغمهم على العودة إلى منازلهم. وأعلن الناطق باسم الحكومة فيتالي لوكيانينكو، إن السلطات لا تفكر في فرض حال طوارئ، رغم ارتفاع وتيرة المواجهات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب، ما اسفر عن جرح 112 شخصاً خلال اليومين الماضيين. وانضمت أصوات في البرلمان الأوكراني الى المحتجين في مطالبتهم بإقالة الحكومة، على خلفية رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. ونددت غالبية العواصم الأوروبية بلجوء السلطات الأوكرانية إلى العنف ضد المتظاهرين وتفريقهم بالقوة، فيما اتهمت كييف جماعات منهم بافتعال المواجهات واستفزاز قوى الأمن. ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ومعه وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون، طرفي النزاع في اوكرانيا الى ضبط النفس وتسوية الخلافات في شكل سلمي. وفي ارمينيا، شارك حوالى 500 شخص في مسيرة في العاصمة يريفان، معلنين رفضهم خطط الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي تقوده موسكو. وتزامنت المسيرة مع وصول بوتين الى يريفان حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: «ارحل يا بوتين» و»لا للاتحاد السوفياتي» في إشارة إلى جهود بوتين للربط بين الجمهوريات السوفياتية السابقة في اتحاد اقتصادي وأمني. وأغلقت الشرطة شارعاً وسط المدينة مع اقتراب المتظاهرين من مقر الحكومة القريب من قصر الرئيس سيرج سركسيان. وزار بوتين أرمينيا لإجراء محادثات حول قرار اتخذته في أيلول (سبتمبر) الماضي، بالانضمام إلى الاتحاد الجمركي مع روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. ويتهم منتقدو الكرملين في الغرب بوتين بالضغط على أوكرانياوأرمينيا وجمهوريات سوفياتية سابقة، لنبذ اتفاقات من شأنها تعزيز التكامل مع الاتحاد الأوروبي.