وضعت السعودية أمس أسس انطلاق مدينة صناعية جديدة، من خلال تدشين وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) وشركائها من الجهات الحكومية والشركات الكبرى، العقود الإنشائية ومبادرات التنمية المحلية في مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال، المتوقع أن يتجاوز إجمالي الاستثمارات فيها 36 بليون ريال، وذلك في حضور عدد من الأمراء والوزراء والمسؤولين. وأكد أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، خلال حفلة التدشين، أن مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال سيسهم في إيجاد فرص استثمارية واعدة للمقاولين السعوديين في منطقة الحدود الشمالية وفي إيجاد فرص وظيفية لأبناء المنطقة تحقق لهم مزيداً من الاستقرار ليساهموا في خدمة وتنمية بلادهم. وشدّد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي على أن العمل على تنويع مصادر الدخل الوطني هو ما تسعى إليه الدولة، ومن بين ذلك تنمية الاستثمار في الصناعات التعدينية وفي الغاز، ويعتبر مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال من المشاريع المهمة التي تحقق هذا الهدف، إذ تبلغ الاستثمارات المتوقعة في المصانع والبنية الأساسية الموقعة اليوم (أمس) 36 بليون ريال. وذكر أنه تم إعداد المخطط العام لمدينة وعد الشمال الذي يشتمل على منطقة الصناعات الأساسية والتحويلية، والخدمات المساندة، والبنية الأساسية، والمدينة السكنية المتكاملة للعاملين وعائلاتهم، والتي تحتوي على المرافق الأساسية. من ناحيته، أوضح مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، أن مشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال سيسهم مساهمة فاعلة في تطوير صناعة المعادن والصناعات التحويلية المرتبطة بها في المملكة، وتطوير موارد الغاز في المنطقة الشمالية الشرقية وموارد الفوسفات، معرباً عن أمله بأن تسهم «وعد الشمال» في تحقيق التنوع الاقتصادي للمملكة، مضيفاً أن «مشروع وعد الشمال يعزز من نقل وتوطين التقنية الخاصة بصناعة المنتجات الفوسفاتية لتحقيق الميزة التنافسية للمنتجات السعودية في الأسواق العالمية». بدوره، أكد وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، أن توقيع العقود الإنشائية والهندسية ومبادرات التنمية المحلية لمشروع الملك عبدالله لتطوير مدينة وعد الشمال يتواكب مع توجه الدولة في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة والتنويع الاقتصادي، وتوقع أن يسهم قيام المشاريع التعدينية الصناعية في تعزيز مكانة المملكة في الأسواق العالمية. وأشار إلى أن العقد الذي تم توقيعه مع شركة «تبسا» بقيمة 328 مليون ريال لتولي مهمات استشاري الإدارة والإشراف على تنفيذ ربط مدينة وعد الشمال التعدينية بموانئ المملكة على الخليج العربي في كل من الجبيل الصناعية ورأس الخير التعدينية، من خلال مشروع قطار الشمال، سينجز في النصف الثاني من عام 2016، إذ يضم المشروع إنشاء محطات تحميل ونقل المنتجات والخام. ولفت إلى أن قطارات «سار» ستمكن المرافق الصناعية لشركة معادن الفوسفات في مدينة وعد الشمال التعدينية من إيصال منتجاتها الضخمة إلى الموانئ على الخليج العربي والبحر الأحمر، إضافة إلى مختلف الأسواق المحلية، إذ سينقل سنوياً 3 ملايين طن من السوائل الأسيدية، إضافة إلى نصف مليون طن من المنتجات الصلبة، كما ستنقل قطارات «سار» 1.8 مليون طن من الكبريت من حقول واسط وبري التابعة لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية لتغذية مصانع شركة معادن للفوسفات في وعد الشمال. وحول العوائد الأخرى المتوقعة من وجود خط حديد في هذه المنطقة، نوه وزير المالية إلى أن المشروع ستكون له أدوار بارزة في تحفيز دخول قطاعات وشركات صناعية لإنشاء مرافق جديدة لها في هذه المنطقة، إضافة إلى تشجيع الانتقال السكاني لهذه المنطقة نظراً لاكتمال البنى التحتية ووجود فرص العمل إلى جانب توافر وسائل النقل والسفر من وإلى المدينة. «أرامكو»: اكتشافات جديدة للغاز في المنطقة الشمالية أوضح رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن أعمال استكشاف الغاز لأرامكو في المنطقة الشمالية الشرقية أسفرت عن اكتشافات جديدة للغاز غير التقليدي في هذه المنطقة ستمكن من رفع الإمدادات المتوافرة من الغاز بأكثر من ثلاثة أضعاف. وقال الفالح في تصريح له على هامش الحفلة، إنه سيتم توفير هذا الغاز لمشاريع مدينة وعد الشمال ومشروع توليد ضخم يضاف إلى منظومة توليد الطاقة الكهربائية في المملكة بكفاءة أعلى توفر الموارد الهيدروكربونية، إضافة إلى توفير الطاقة الكهربائية اللازمة للصناعات المختلفة في مدينة وعد الشمال. وأكد أن «أرامكو» ستستمر في أعمال الاستكشاف في المنطقة الشمالية الشرقية، وستكون مدينة وعد الشمال مركزاً مسانداً لتلك الأعمال. بدوره، أشار وكيل وزارة البترول للثروة المعدنية المهندس سلطان شاولي إلى أن منطقة الحدود الشمالية توجد بها موارد فوسفات تقدر بحوالى 7.50 بليون طن في كل من حزم الجلاميد وأم وعال، مبيناً أن تلك الكمية من الخام إلى جانب توافر شبكة سكة الحديد والخدمات الأخرى يؤهلان منطقة الحدود الشمالية لأن تكون مركزاً عالمياً للصناعات الفوسفاتية والصناعات التعدينية عموماً.