يختبر نيكولا ساركوزي شعبيته السياسية في الحفلات الموسيقية التي تحييها زوجته كارلا بروني، الذي صرّح عن رغبة في العودة إلى الساحة السياسية مع اقتراب إستحقاق الإنتخابات الرئاسية عام 2017. ويقول ساركوزي إنه "لا يحب العطل ولا يمتنع حتى عن الكلام في السياسة". فبين الإنتخابات الرئاسية عام 2017 في فرنسا، ومشكلة الإنتخابات التمهيدية التي ينظمها الحزب اليميني "التجمع من أجل حركة شعبية" المقررة في ال2016، يبرز إسم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مجدداً في قصر الإليزيه. وعمد هذا الأسبوع الرئيس السابق اليميني الذي أعلن في 2012 أن الفرنسيين "لن يعودوا يسمعوا به" إن خسر قصر الإليزيه، إلى مضاعفة التلميحات حول إمكانية عودته إلى الحياة السياسية الفرنسية. وإن كان الأمر ليس مؤكداً رسمياً، إلا أن ساركوزي لا ينفيه. وقال مخاطباً حشداً متحمساً مؤيداً له، بمناسبة تقليد وسام جوقة الشرف لرئيس بلدية من حزبه، "حيث مر البحر يعود...". وعاد ساركوزي الى الظهور، بعدما بقيَ متكتماً خلال السنة الأولى من ولاية خلفه الإشتراكي فرنسوا هولاند، وهو يحصد الكثير من الترحيب والحماسة حين يظهر كمشاهد في حفلات كارلا بروني، ما يمنحه فرصة ليذرع فرنسا من جديد ويلتقي الفرنسيين. وبالرغم من أن المحاضرات الخاصة التي يلقيها تحتفظ بطابعها الخاص، غير أنه لم يعد يتردد في التطرق خلالها إلى مواضيع الساعة المطروحة في فرنسا، ويصل إلى حد اطلاق تلميحات تنتقد إدارة هولاند. ولا ينقضي يوم من غير أن تتحدث إحدى وسائل الإعلام الفرنسية عن عودته "المرجحة" إلى السياسة، أو عن الشبكة الواسعة التي يقيمها وعزمه على الظهور في موقع أعلى من السجالات الجارية. ورأى توما غينوليه في صحيفة "لوموند" الجمعة أن "عدم وجود زعيم جلي في صفوف المعارضة يخدم مصلحة ساركوزي لكن وجوب التواجه مع وزرائه السابقين الطامحين إلى احتلال رأس هرم الدولة سيضعفه". وتابع الصحافي الذي أصدر كتاباً بعنوان "نيكولا ساركوزي، يوميات عودة مستحيلة؟" أنه بإصداره تلميحات مبطنة ذات مغزى أو بث هذا الكم من الأخبار عنه إنما يهدف إلى "تضييق الفسحة الإعلامية المتاحة لمنافسيه". ويبقى الرئيس السابق متقدماً بفارق كبير في صفوف اليمين كأفضل مرشح للرئاسة متخطياً رئيسي وزرائه السابقين فرنسوا فيون وآلان جوبيه، بحسب إستطلاعات الرأي. وترى برناديت شيراك زوجة الرئيس السابق جاك شيراك (1995-2007) أن ساركوزي هو الشخصية اليمينية الدرة على هزم فرنسوا هولاند الذي يتوقع أن يترشح لولاية ثانية. وحين سئلت أن كانوحيدة القا فاتحها بعزمه على العودة للعمل السياسي قالت إزاء إصرار الصحافي "بالطبع... لكن ممنوع علي أن أقول ذلك". وتعرض الرئيس السابق لإنتقادات شديدة أثناء ولايته تناولت خصوصاً أطباعه النزقة، ولكنه يبدي لهفة متزايدة للوصول الى السياسية مجدداً. وروى مؤخراً مستذكراً ماضيه السياسي أن "العطل كانت تبدو لي أحياناً طويلة" مضيفاً "لم يتحسن الوضع لاحقاً" في إشارة مبطنة إلى حياته بعد خروجه من السياسة. وقال بريس اورتوفو رئيس جمعية أصدقاء نيكولا ساركوزي والمقرب منه، إن الخط المعتمد ينبغي أن يقوم على "عدم التسرع" و"عدم الكشف المبكر عن نواياه"، وفق ما نقل عنه جوفروا ديدييه المسؤول في التجمع من أجل حركة شعبية الذي أضاف "إننا في العام 2014 ويجب إعطاء الوقت فسحة".