أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن السعودية تسعى إلى مضاعفة استثماراتها في مجالات الطاقة مستقبلاً، بهدف توفير الطاقة وإنتاجها محلياً بكميات تجارية توازي صادراتها اليومية من النفط والمقدرة بثمانية ملايين برميل يومياً. وكشفت مصادر مطلعة ل«الحياة»، أن شركة أرامكو السعودية قادت حراكاً واسعاً أخيراً شمل أبحاثاً ودراسات وتشييد منشآت لاستغلال الطاقة الشمسية. وقالت المصادر: «تعاون أرامكو في حراكها، شركة يابانية تعتزم إنشاء مصنع 10 ميغاواط الهادف لإنشاء الطاقة الشمسية». وعلى الصعيد ذاته، أكد رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» البروفيسور شون فونج شي، اعتزام الكادر العلمي والبحثي في الجامعة استغلال أشعة الشمس القوية في السعودية، بغية تحويلها إلى وسائل طاقة حديثة، وقال ل«الحياة»: «نحن أعضاء في مجتمع عالمي، ونسعى من خلال أبحاث حقيقية حديثة وخطوات علمية مدروسة إلى ابتكار وسائل وسبل علمية تدعم التوجه السعودي الهادف إلى إيجاد وسائل بديلة لإنتاج الطاقة بغض النظر عن زخم الموارد الطبيعية التي تملكها السعودية». من جهة ثانية، اعتبر وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، التي يترأس مجلس أمنائها حدثاً تاريخياً، «يمثل خطوة محورية في مسيرة السعودية التنموية، خصوصاً أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تنص على ضرورة تنويع مصادر الدخل في المستقبل، وعدم الاعتماد على الموارد الطبيعية التي تملكها فقط». وقال الوزير النعيمي في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس مع رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» البروفيسور شون فونج شي، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة، ورئيس شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح في مقر «كاوست» في ثول لمناسبة افتتاحها: «أيقن خادم الحرمين الشريفين، أن الفرص الاقتصادية والمعيشية المستقبلية ستضيق لا محالة إذا بقيت معتمدة على سلعة واحدة، أو ارتكزت في إطار محدود، فشرع الملك عبدالله في عدد من المبادرات التعليمية والخطوات الاقتصادية التنموية الهادفة إلى بناء مجتمع معرفي في السعودية، ولعل آخر تلك التوجهات الحكيمة يتجلى في تحول الاهتمامات السعودية نحو السعي الحثيث لاستخراج أثمن الموارد المتاحة، والاستثمار في القدرات الفكرية وتطويعها، لتنصهر في بوتقة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الساعية إلى تعزيز شراكتنا مع العالم في نطاق الأبحاث والابتكارات، التي تستطيع أن توفر المزيد من التقنيات الحديثة، التي تسهم في تأمين المزيد من إمدادات المياه والطاقة مستقبلاً». وألمح إلى أن رؤية خادم الحرمين حول «كاوست» التي يعود عمرها إلى حوالى 25 عاماً، تتمحور حول رغبته في إنشاء جامعة سعودية عالمية تعنى بالعلم والبحث في آن معاً، ترقى بالعلم وتبجل العلماء، بهدف بناء قاعدة علمية اقتصادية مبنية على المعرفة، تنعكس ثمراتها إيجاباً على السعودية خصوصاً، والعالم أجمع عموماً. وأكد المهندس النعيمي أن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» يعتبر أهم الإنجازات التي حققها طوال مسيرته المهنية الطويلة، لافتاً إلى أنها تمثّل نموذجاً عالمياً فريداً في ترشيد الموارد واستخدامها وفق أسس علمية صحيحة، أثبتت إمكان حدوث طفرة معرفية وهندسية في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً أن «كاوست» شيدت على وسائل مناسبة لاستخدام الطاقة واستهلاك المياه، منوهاً إلى أن «كاوست» حصلت على الشهادة البلاتينية للتصميمات الإنشائية التي تحافظ على الطاقة، «وهذه الشهادة التي يمنحها المجلس الأميركي للمباني الخضراء تمثل أعلى تقدير في هذا المجال». وشدد على أن حماية البيئة تمثل إحدى أولويات البحوث في الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة ستعقد صباح اليوم، ندوة يشارك فيها صفوة الخبراء في العالم، محورها الاستدامة في مناخ متغيّر. وألمح إلى ان هناك زيادة في أعداد المقبولين في الجامعة من الباحثين والعلماء ستطرأ مستقبلاً، مشيراً إلى أن الجامعة بدأت بتسعة مراكز بحوث وتسعة اختصاصات و74 أستاذاً، ومن المتوقع أن يصل عدد الباحثين في الجامعة في المستقبل إلى نحو 2000 باحث وعالم، على أن يصل عدد المنتمين إلى كادر أعضاء هيئة التدريس في «كاوست» إلى 275 أستاذاً وعالماً، إلى جانب زيادة عدد مراكز البحوث، لتصل إلى عشرين مركزاً أو أكثر بحسب الحاجة. وأوضح رئيس مجلس أمناء «كاوست»، أن الجامعة ستستقبل الشباب السعودي الموهوبين والنابغين، مشيراً إلى أن تخصصات الجامعة متعددة، وتعنى بالاختراعات وتطويرها إلى صناعات، ما ينجم عنه بناء مجتمع صناعي وقاعدة اقتصادية متينة، يعم خيرها السعودية وتسهم في خلق فرص عمل للسعوديين. من جانبه، أوضح رئيس شركة أرامكو المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن عدد الطلاب الذين تم اختيارهم بلغ 800 طالب من مختلف دول العالم، يضافون إلى 400 طالب باحث بدأوا الدراسة في «كاوست» منذ ثلاثة اسابيع. وزاد: «نحن نعمل بجد على اختيار الأفضل لينافسوا الدفعة الأولى، وسيتم التوسع في القبول من 400 إلى 2000 باحث، وذلك على خطوات قد تستغرق تسع سنوات».