محاولة الأمير نواف بن فيصل مخاطبة الشارع الرياضي السعودي بكل هدوء، من خلال حواره الصحافي مع الزميلة «عكاظ»، أعتقد أنها جرأة محسوبة للأمير، في الوقت الذي تتسرب حال «الإحباط» إلى أغلب الرياضيين، إثر إخفاق المنتخب السعودي الأول في التواجد في المحفل العالمي للمرة الخامسة على التولي، إضافة إلى عجز منتخب الناشئين عن تحقيق كأس الخليج لكرة القدم، إضافة الى وجود بعض المشكلات العائمة على السطح في الكرة السعودية، والتي لم تجد الحلول القوية، سواء من لجان الاتحاد، أو أنها لم تجد التعاون الكافي من الأندية المحلية، وحينما تحدث الأمير نواف بلغة التفاؤل كما تعود منذ أن نال ثقة المسؤولين في تولي هذا المنصب، فهو من دون شك يعتمد على رؤى ومخططات مستقبلية، ستكون لها الدافع الأكبر في نهوض الكرة السعودية من «كبوتها»، وعودتها للوضع الذي يلائم تاريخها على المستوى الآسيوي والعربي والخليجي، ولكن لغة التفاؤل هذه أرى أنها ستصطدم بعوائق عدة ربما تؤثر بشكل كبير في تحقيق الأهداف المرجوة من المسؤولين عن الرياضة السعودية، وللأمير نواف بشكل خاص، فالمخططات المستقبلية التي كشف عن بعضها في حواره الأخير، إضافة الى بعض القرارات التي ستصدر قريباً لا يمكن انتظار نجاحها، وهناك «تقصير» ملحوظ في بعض لجان الاتحاد، ناهيك عن «ارتجالية» للعمل داخل الأندية، بصورة تبعدنا بشكل كبير عن تطبيق مبادئ الاحتراف الرياضي، وخلافها من «المحبطات»، التي علينا جميعاً تلافيها، قبل أن ننتقل الى عمل برامج وتنفيذ خطط بعض الخبراء العالميين الذين ستتم الاستعانة بهم، إضافة الى وجود العديد من الكفاءات الوطنية التي ستبدع وتنتج، شريطة تهيئة أرضية سليمة لبناء عمل قوي للمستقبل، خصوصاً أن عصر «الاجتهاد» ولى، ولا وجود له في ظل هذه الطفرة العالمية، التي تواصل سرعتها في التطور ومسابقة الزمن. لا يمكن انتظار النجاح لأي عمل احترافي أو لخطط وبرامج الاتحاد السعودي لكرة القدم في ظل استمرار وجود إدارات في الأندية تحمل صفة «الهواة»، والكارثة الأكبر أنها لا تملك الخبرة الرياضية التي تؤهلها لمواكبة أي تطورات تهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم، أو لتنفيذ الخطط والبرامج التي سيضعها «الخبراء». بالمختصر - إذا كانت قضية لاعب محترف كما حدث مع قضية لاعب النصر احمد الدوخي أخذت نصيباً كبيراً من الوقت في الأخذ والرد، فما المنتظر إذاً مع قضايا أخرى مشابهة، وعلى من تقع المسؤولية في هذه المشكلات؟ - جميل جداً الاستعانة ببعض الخبرات الرياضية المحلية، لتقديم رؤاها في مستقبل المنتخبات السعودية، ولكن الأهم كيف سيتم هذا الاختيار؟ - «حان وقت التغيير»، كلمة نتمنى تطبيقها على ارض الواقع في جميع شؤون رياضتنا المحلية، فلم يعد الوقت يسعفنا للتريث أكثر، وإلا فسنعجز عن مجاراة جيراننا، عقب ابتعاد اليابانيين والكوريين عنا بمراحل. [email protected]