اعلنت قيادة الجيش اللبناني- مديرية التوجيه ان «بنتيجة التقصي ومتابعة التحقيق في ظروف الاعتداء الذي قامت به مجموعة إرهابية على حاجز الجيش في صيدا بتاريخ 15 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، تمكنت مديرية المخابرات فجر امس، من توقيف القيادي في «كتائب عبدالله عزام» الإرهابي، المطلوب جمال محمد مسلم المدني دفتردار بعد دهم مكان وجوده في إحدى قرى البقاع الغربي». وأشارت مديرية التوجيه الى انه «خلال تنفيذ العملية، تعرض أحد المسلحين للمجموعة المداهمة شاهراً رمانة يدوية، فأطلقت عليه النار فقتل متأثراً بجروحه». وأعلنت ان «التحقيقات بوشرت مع الموقوف بإشراف القضاء المختص». من هو دفتردار؟ وكان دفتردار ارتبط اسمه بمجموعة مسلحة في لبنان منذ عام 2008 حيث تم انشاء مجموعة مسلحة من الشباب للقيام بأعمال ارهابية تحت شعار «نصرة السنّة والدفاع عنهم» وارتباط هذه المجموعة ب»عصبة الأنصار» وتنظيم «فتح الاسلام» وتنظيم «القاعدة». وكان من مخططات هذه المجموعة التي تضم 56 شخصاً بينهم سعوديون وسوريون ولبنانيون وفلسطينيون، وأوقف 8 منهم في لبنان، خطف احد الديبلوماسيين العرب من اجل الضغط على المملكة العربية السعودية للإفراج عن معتقلين في تنظيم «القاعدة». ودفتردار من مواليد طرابلس. وهو ملاحق من القضاء اللبناني بتهمة الانتماء الى «عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها واقتناء اسلحة ونقل مواد متفجرة بقصد القيام بأعمال ارهابية»، على ما جاء في قرار اتهامي صادر في ايار (مايو) 2008. وكان واحداً من عشرات صدرت في حقهم مذكرات توقيف في 2007 على خلفية معارك مخيم نهر البارد التي وقعت في ذلك العام بين الجيش اللبناني وحركة «فتح الاسلام» الاسلامية المتطرفة. وتابع دفتردار دراسته في الدين الاسلامي في الجامعة الاسلامية في المدينةالمنورة حيث التقى عدداً من الشبان الذين يحملون الفكر نفسه، وعاد لاحقاً الى لبنان وخضع لدورات تدريب على الرماية في نهر البارد والتقى شاكر العبسي. وهو مطلوب من السعودية، كما هو مطلوب من لبنان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» ان الجريح الذي قضى لاحقاً متأثراً بإصابته يدعى مازن أبو عباس، وأن عملية المداهمة تمت في بلدة كامد اللوز. وشكل الإعلان عن توقيف دفتردار مفاجأة لسكان كامد اللوز الذين يعرفون شخصاً واحداً يسكن مع أبو عباس ويطلق عليه اسم «السوري محمد سعيد المصري»، وكانوا يشيرون إليه على أنه «سوري ومقاتل في الجيش السوري الحر» انتقل إلى بلدتهم منذ حوالى خمسة أشهر على أثر إصابته في رجليه وتمت معالجته في مستشفى حامد فرحات الذي لا يبعد سوى 100 متر عن منزل أبو عباس الذي أسكنه وعائلته معه في غرفة مجاورة. في المعلومات الأمنية أن المنزل الذي شهد العملية كان يفترض أن يكون مسكناً لأمير تنظيم «كتائب عبدالله عزام» ماجد الماجد لقربه من المستشفى بهدف المعالجة (كان يخضع لغسيل كلى بين حين وآخر) وكان يعد ليكون مركزاً عسكرياً ل «كتائب العزام». وبعد العملية الأمنية، ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في محيط المنزل وعمل عناصر الأدلة الجنائية على رفع البصمات من داخله في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذها لواء المشاة الثالث وقوة كبيرة من فوج التدخل الثاني في الجيش، وسيّر دوريات مؤللة، وأقام حواجز تفتيش ثابتة على طول الطريق بين كامد اللوز وجب جنين. وفي سياق آخر، أوضحت مصادر قضائية لبنانية أن التحقيق مع الفلسطيني الذي أوقفه جهاز الأمن العام اللبناني لم يثبت علاقته بالتفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت. وذكرت انه عثر معه على صورة فوتوغرافية تجمعه بأحد الانتحاريين ليس اكثر. وأحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الفلسطيني إلى مديرية المخابرات للتوسع بالتحقيق معه.