أعلن رئيس فرع المهجر في "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" السورية المعارضة، هيثم منّاع، أن الهيئة لن تشارك في مؤتمر "جنيف 2"، مؤكداً أن راعيي المؤتمر، الولاياتالمتحدة وروسيا، توصّلتا إلى صفقة لاعتبار "الائتلاف الوطني" ممثلاً للمعارضة في المؤتمر. وقال منّاع ل"يونايتد برس انترناشونال" اليوم الأربعاء "اتخذنا قرار عدم حضور 'جنيف 2' لأن كل الشروط المتعلقة بوجود قوي لوفد المعارضة الوطنية السورية لم تتوفر، ولوضع كل فصائل المعارضة السورية أمام سياسة الأمر الواقع ومطالبتها ببذل كل ما في وسعها لإنجاح هذا المؤتمر خلال 4 أيام تفصل بين قرار الائتلاف وافتتاح المؤتمر" في 22 كانون الثاني/يناير الجاري. وأضاف "هذه الطريقة في عقد مؤتمر يقرر مصير شعب ودولة لا يمكن وصفها بأنها جدية، إلاّ إذا كان القرار الدولي وحده سيّد الموقف ويملي على السوريين الإنصياع للإرادة الدولية في سيناريو أُعد سلفاً لتقرير مصيرهم، ولذلك نعتقد أن مؤتمر 'جنيف 2' سيكون مجرّد احتفالية بروتوكولية لن يتم خلالها طرح المهمات الأساسية المناطة به بصورة جدية". وعمّا إذا كانت هيئة التنسيق تلقت دعوة للمشاركة في "جنيف 2"، قال منّاع "وفق فقرة أساسية في إعلان 'جنيف 1'، يتم تشكيل وفد المعارضة السورية بالاتفاق، وبمحاورين فعليين لهم تمثسل وازن، وجاءت هذه الفقرة في رسالة الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الائتلاف (الوطني المعارض)، وكان من المفترض أن يوجهها للأطراف المعنية في المعارضة السورية وليس لطرف واحد". وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة "أعلمنا بدعوة الآخرين لكنه لم يوجّه دعوة مباشرة إلى هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، مع أنه جرى التأكيد خلال النقاشات التي جرت على أن نعمل معاً لتشكيل وفد وازن ومقنع للمعارضة السورية، لكن هذه الطريقة غير جدية ولا يمكن أن تقود إلى تشكيل وفد للمعارضة خاصة وأن الطرف المدعو، وهو الائتلاف، لم يقرر ما إذا كان سيذهب إلى 'جنيف 2' أم لا حتى الآن". وقال منّاع "أظن أن هناك صفقة روسية أميركية قدّمت للوفد الأميركي هدية لاعتبار الطرف الذي تعترف فيه الولاياتالمتحدة كممثل للمعارضة، وهو الائتلاف، المدعو الوحيد من المعارضة السورية إلى 'جنيف 2'، مقابل مسائل أساسية ستكون على حساب إعلان 'جنيف 1'، وعلى حساب البرنامج الضروري لخروج سورية من دولة أمنية إلى دولة قانون، والتخلي عن بنود أساسية في ذلك الإعلان". وأضاف "سيتم، وللأسف، إدخال بنود جديدة في مؤتمر 'جنيف 2' تطيل من أمد التفاوض، وتدخلنا في سباق ماراثوني بدلاً من أن نكون في سباق لمسافة 500 متر، وبالتالي نحن لا نعرف الأجندة الزمنية ولم تقدّم الحكومة السورية أية تسهيلات تجعل الأجواء في البلاد متقبلة للتفاوض السياسي، وسنذهب إلى المؤتمر ولدينا رهائن سواء من أعضاء الوفد أو من النساء والأطفال والمعاقين المعتقلين في سجون السلطات السورية". وقال إن الضغوط التي يواجهها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "كبيرة لأن يذهب إلى 'جنيف 2' حتى ولو تركه نصف أعضائه، كما أن وضع الائتلاف لا يسمح له بامتلاك الاستقلال السياسي الذي نملكه في هيئة التنسيق، لذا فإن الضغوط هي التي ستحدد موقفه في 17 كانون الثاني/يناير الحالي". وشدد منّاع على أن المبادرة التي طرحتها هيئة التنسيق لعقد اجتماعات تشاورية مع أكبر عدد من القوى السياسية داخل سوريا وخارجها "ليست رداً على 'جنيف 2' وليست في الوقت نفسه معركة مع المؤتمر، وإنما استجابة لحاجة حقيقية لعقد مؤتمر على غرار مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية لكي ينبثق عنه هذه المرة صوت جامع وقوي قادر على التأثير في الداخل والخارج عوضاً عن أن يكون مجرد مفعول به مصلوب في المعادلة السورية". وأضاف "بدأنا اليوم مشاورات مع كل الأحزاب المعارضة خارج هيكل هيئة التنسيق في دمشق الآن، ثم سنعقد لقاءات تشاورية أخرى في المحافظات السورية وفي الخارج للتحضير الجيد وبشكل جماعي لمؤتمر المعارضة السورية المقبل، والذي نأمل أن نعقده في أقرب فرصة ممكنة". وكان منّاع وصف في سابقاً مسؤول الملف السوري بوزارة الخارجية الأميركية السفير روبرت فورد ب "بريمر سوريا"، وشكك في إمكانية نجاح مؤتمر "جنيف 2" بسبب الصلاحيات التي يتمتع بها. وقال إن "الصلاحيات التي يملكها فورد في تقرير مصير 'جنيف 2' تتجه نحو إفشال هذا المؤتمر من خلال اقتراحاته القائمة على المحاباة والموالاة، وليس على الكفاءات والقدرة الفعلية على تشكيل وفد معارض قادر على الدفاع عن الحقوق المشروعة لحراك الشعب السوري".