وقعت مكونات رئيسية في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أمس على وثيقة «الحلول والضمانات للقضية الجنوبية» التي كان اقترحها مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، ما يبشر باقتراب طي صفحة الحوار الدائر منذ تسعة أشهر والبدء في كتابة الدستور، في وقت يخوض الحوثيون والقبائل الموالية لهم معارك دامية مع القوى الرئيسية في قبائل حاشد، ووسعوا مناطق سيطرتهم في الشمال بهدف السيطرة على الإقليم الشمالي الغربي. وسيتمتع هذا الاقليم في حال قيامه بميناء على البحر الأحمر في حجة وبأهمية استراتيجية بسبب قربه من صنعاء، فضلاً عن مؤشرات لاكتشافات نفطية في الجوف وفق هذه الأوساط. ووُقعت الوثيقة في منزل الرئيس عبدربه منصور هادي غداة إصدار هيئة رئاسة الحوار الوطني بياناً حوى ضمانات مطمئنة في شأن بعض بنود الوثيقة التي رأت فيها الأطراف الرافضة أنها تكرس هويتين وطنيتين وتهدد مستقبل وحدة البلاد. وأكد البيان أن مخرجات الحوار لن تتعارض مع «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» ولا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة، كما أنها لن تؤسس لأي كيانات شطرية أو طائفية تهدد الوحدة. وشدد البيان على «ضرورة تضمين الدستور المرتقب نصوصاً قاطعة تصون وحدة اليمن وهويته أرضاً وإنساناً». واعتبر هادي توقيع الوثيقة، التي تضمنت حلولاً لقضايا الجنوب «انتصاراً للوطن». ومع توقيع الوثيقة التي وافق عليها ممثلو حزب «المؤتمر الشعبي» و «التحالف الوطني الديموقراطي»، و «اتحاد الرشاد» السلفي و «مكونات المرأة» و «منظمات المجتمع المدني» استكمال المنقاشات حول الإطار العام لوثيقة الحوار وإسدال الستار على أكثر من تسعة أشهر من الحوار تمهيداً لصوغ الدستور. وأكدت مصادر قبلية أمس سقوط عشرات القتلى والجرحى في معارك عنيفة بين الحوثيين ورجال القبائل المناصرين للسلفيين في منطقة وادي خيوان التابعة لمحافظة عمران. وقالت: «إن الحوثيين استولوا على مواقع عدة بعد قصف شديد بمختلف الأسلحة، كان يسيطر عليها مسلحو قبيلة حاشد ذات النفوذ الواسع بزعامة آل الأحمر». وأعلن مصدر سلفي في دماج، حيث معقل الحوثيين «انهيار اتفاق وقف إطلاق النار» الذي أبرمته قبل يومين لجنة وساطة حكومية، وقال: «إن جماعة الحوثي استأنفت القصف بمجرد مغادرة لجنة الوساطة صعدة». وأكدت مصادر قبلية ل «الحياة» أن مسلحي القبائل في منطقة اليتمة في محافظة الجوف تمكنوا من صد هجوم للحوثيين إثر معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى، ما أدى إلى انسحاب الحوثيين إلى منطقة البقع في صعدة». وكان الصراع بين الجانبين بدأ في صعدة منذ أكثر من 10 أسابيع، وامتد إلى مناطق في المحافظات المجاورة، ولزم الجيش الحياد فيما اكتفت الحكومة بجهود الوساطة لوقف القتال الذي أودى بمئات القتلى والجرحى، وسط مخاوف من توسعه ليعصف بالعملية الانتقالية ويقود البلاد إلى أتون حرب طائفية. وقالت مصادر إن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت أمس سيارة لمسلحين مفترضين من تنظيم «القاعدة» في مديرية القطن في حضرموت، ما أدى إلى احتراقها ومقتل عنصرين على الأقل كانوا على متنها». وجاءت الغارة بعد ساعات من هجوم مجهولين على مبنى محافظة شبوة المجاورة بقذائف صاروخية وأسلحة رشاشة، فيما تصدت حراسة المبنى للهجوم الذي يشتبه أن مسلحي «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال يقفون وراءه.