تمكنت لجنة وساطة حكومية أمس من إبرام اتفاق لوقف النار بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج، شمال اليمن، وأجلى فريق الصليب الأحمر 34 جريحاً، بينما تواصل القتال على جبهات أخرى مخلفاً قتلى وجرحى. وفرض أنصار «الحراك الجنوبي» لليوم الثاني عصياناً في مدن وادي حضرموت، وفجر أنصاره أنبوباً رئيسياً لتصدير النفط. وأكدت مصادر طلعة ل «الحياة» أن لجنة الوساطة الأخيرة التي كلفها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برئاسة أمين العاصمة عبدالقادر هلال، لحل النزاع بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج توصلت أمس إلى إبرام اتفاق لوقف النار المستمر منذ مطلع تشرين الثاني الماضي». وأضافت المصادر «أن الاتفاق مكن فريق الصليب الأحمر من دخول منطقة دماج المحاصرة من قبل الحوثيين لإجلاء الجرحى، في ظل توجيهات رئاسية لعلاج جرحى الطرفين على نفقة الحكومة». وأكدت الناطقة باسم الصليب الأحمر في اليمن، ماريا كلير أمس «أن الفريق الميداني للمنظمة أجلى 34 جريحاً أصيبوا في دماج وتم نقلهم جواً إلى مستشفيات في العاصمة صنعاء». وكانت مصادر قبلية أكدت ل «الحياة» مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين في قصف للحوثيين على دماج صباح أمس قبل توقف إطلاق النار لاحقاً، في حين احتدمت المواجهات بين الجانبين على جبهتي «الجوف» و «حاشد»، وهدأت نسبياً في جبهة «حرض» الواقعة شمال غرب محافظة حجة. وقالت المصادر» إن الحوثيين استولوا أمس بعد معارك ضارية مع أنصار السلفيين على موقع استراتيجي في محافظة الجوف يمكنهم من فرض السيطرة على مناطق واسعة في المحافظة، فيما أخذ رجال القبائل المناصرين للسلفيين في الاحتشاد لصد توسع الجماعة التي تحاول أن تستبق نتائج الحوار الوطني لبسط نفوذها على مناطق جديدة خارج محافظة صعدة حيث معقلها الرئيس». كما أفادت المصادر أن توتراً شديداً تشهده منطقة أرحب القريبة من صنعاء شمالاً بين الفريقين المتحاربين، ينذر بتفجر الأوضاع على رغم التحذيرات التي كان أطلقها قادة الجيش قبل يومين من مغبة اندلاع القتال على مشارف العاصمة وتلويحهم بالتدخل واستخدام القوة لفرض الأمن. وكان النزاع بين الحوثيين والسلفيين تطور في منطقة دماج السلفية قبل أكثر من شهرين وامتد إلى مناطق أخرى في المحافظات المجاورة التي توافد إليها السلفيون لفك الحصار عن دماج، مخلفاً وراءه مئات القتلى والجرحى. وعلى صعيد الأوضاع في الجنوب واصل أمس أنصار»الحراك الجنوبي» وحلفاؤهم من القبائل تنفيذ عصيان في معظم مناطق محافظة حضرموت شرق البلاد، وقالت مصادر أمنية ومحلية متطابقة إن مسلحي «الحراك» فجروا أنبوباً رئيسياً لتصدير النفط هو الثاني في أقل من 10 أيام، ما أدى إلى توقف ضخ النفط فيه»