طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، ان أحداً لن يجرؤ على التفكير في مهاجمة ايران، فيما دعا رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني الشعب الى الوحدة، معتبراً ان تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي تضم «محاور كفيلة بتسوية المشاكل الموجودة». واتهم وسائل اعلام أجنبية بنشر بذور الشقاق في ايران. وفي عرض عسكري قرب مرقد الإمام الخميني جنوبطهران لمناسبة بدء «اسبوع الدفاع المقدس» الذي يحيي ذكرى بدء الحرب مع العراق، عرضت ايران للمرة الأولى نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع من طراز «تور- أم 1» الذي اشترته من موسكو عام 2007 لحماية منشآتها النووية، اضافة الى صواريخ ايرانية الصنع من طراز «سجيل» و «شهاب 3» التي يبلغ مداها الفي كيلومتر والقادرة على بلوغ اسرائيل، وصاروخ «قادر» وطائرات من دون طيار ومقاتلات نفاثة ايرانية الصنع منها «ازارخش» و «الصاعقة». وقال نجاد خلال العرض العسكري: «بفضل المقاومة الباسلة التي ابداها الشعب الإيراني امام الأعداء، لا تجرؤ اي قوة في العالم على التفكير في غزو الأراضي الإيرانية، لأننا نتمتع بخبرة وقوة أكثر من أي وقت مضى». وأضاف ان «قواتنا المسلحة ستقطع يد كل من يريد في اي مكان من العالم اطلاق رصاصة واحدة على ايران، قبل حتى ان يضغط على الزناد. الأمة الإيرانية ستقاوم كل الغزاة». واعتبر نجاد ان «أصل كل الصراعات في المنطقة هو وجود قوات أجنبية»، قائلاً: «انصحكم بالعودة الى بلدكم وباستخدام نفقاتكم العسكرية الباهظة من اجل تسوية مشاكل شعوبكم. هذا سيكون افضل لكم». وأضاف: «كما رأيتم في العراق وأفغانستان، فإن شعوب المنطقة معادية للوجود الأجنبي ومن المستحيل ان يكون للقوى الأجنبية قواعد (عسكرية) على المدى البعيد في المنطقة». ولدى مغادرته طهران متوجهاً الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث يلقي خطاباً اليوم، قال نجاد: «لدينا مطالب سنطرحها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونحن مستعدون لسماع وجهات نظر الآخرين ونأمل بأن تكون الحلول الإنسانية هي السائدة في العالم». وأشارت مندوبة اسرائيل لدى الأممالمتحدة غابرييلا شاليف الى ان الدولة العبرية اطلقت حملة ديبلوماسية لإقناع دول بمقاطعة الخطاب الذي سيلقيه نجاد، مضيفة: «ألقى (نجاد) قبل ايام خطاباً جديداً مليئاً بالحقد. ان مجرد مغادرة القاعة عند القاء خطابه او عدم الحضور، سيكون بمثابة خطوة رمزية». وأوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن معظم المسؤولين في الدول التي اتصلت بها اسرائيل، أوضحوا أنه «في حال تجاوز (نجاد) خطوطاً حمراً» في خطابه، فإن مندوبي هذه الدول سيغادرون القاعة احتجاجاً لكنهم لن يقاطعوا الخطاب من بدايته. في غضون ذلك، شدد رفسنجاني على «اهمية حفظ الوحدة في المرحلة الراهنة والعمل على توفير كل ما يقويها وإزالة كل ما يضعفها»، داعياً «الشعب الى توحيد الصف الداخلي امام المؤامرات التي يحيكها الأعداء ووسائل الإعلام الداعمة لهم». وقال في افتتاح الجلسة السادسة لمجلس خبراء القيادة: «شاركت وسائل الإعلام الأجنبية أيضاً في الحرب النفسية للعدو، ويجب ان نتمتع بالبصيرة المطلوبة لاتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب». وأكد رفسنجاني «ضرورة بحث السبل الكفيلة بتحقيق التضامن والانسجام بين شرائح المجتمع، في إطار ارشادات قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي»، معتبراً ان «تصريحات قائد الثورة في خطبة الجمعة الأخيرة تحتوي على محاور كفيلة بتسوية المشاكل الموجودة». وقال ان المرشد «ومن خلال تحليه بالواقعية، دان اجواء تبادل الاتهامات والمشاجرات غير المشروعة، وهو الأمر الذي ابتلي به مجتمعنا منذ شهور وأدى الى ابتعاد القلوب عن بعضها»، مؤكداً ان «على الكل التمسك بالقانون وأن تكون الانتقادات في إطاره».