لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب - ودّعت سورية أمس العام 2013 على وقع مجزرة جديدة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بقصف من قوات نظام الرئيس بشار الأسد أحد أحياء حلب، ليرتفع إلى 130 ألفاً عدد القتلى منذ اندلاع الثورة في آذار (مارس) 2011، في وقت لم تلتزم الحكومة السورية المهلة المحددة لإخراج «المواد الأكثر خطراً» في ترسانتها الكيماوية إلى ميناء اللاذقية غرباً، وفق ما هو متفق عليه في اتفاق الإطار الأميركي- الروسي وقرار مجلس الأمن 2118. وقال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا ل «الحياة»، إنه سيبلغ المسؤولين الروس لدى زيارته موسكو يومي 13 و14 الشهر الجاري، أن نظام الرئيس بشار الأسد «انتهى، ولا يمكن أن تعتمدوا عليه... دعونا نتفاهم على أن يرحل هذا النظام وتبقى الدولة وأسسها ونتفاهم على حل حقيقي»، وأن مصالح روسيا «ليست مع عائلة الأسد، ولن يتعرض لها أحد». وجدد الجربا موقف «الائتلاف» من شروط حضور إيران مؤتمر «جنيف 2»، وقال: «على إيران أن تسحب حزب الله والمتطرفين الشيعة العراقيين والحرس الثوري وتعلن ذلك. إذا لم تقدم على ذلك على ماذا نجتمع مع الإيرانيين؟ الأمر الثاني، نطالب أن تتضمن الدعوة أن حضور مؤتمر جنيف 2 سيكون على أساس جنيف 1 الذي نص على (تشكيل) حكومة كاملة الصلاحيات بما فيها الأمن والجيش والاستخبارات. ومن يريد أن يحضر المؤتمر يجب أن يحضر على هذا الأساس. وهذا موقفنا والموقف الفرنسي وما قاله الرئيس (الفرنسي فرانسوا) هولاند» لدى لقائهما في الرياض الأحد. ورداً على سؤال قال إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل به الأحد ليلاً بعد لقائه هولاند و «تحدث عن مؤتمر جنيف 2. وتحدثت عن البراميل التي يلقيها النظام على الشعب وعن المعوقات التي تحدث، وقلت له: نحن لو ننتظر منكم فقط أن تشجبوا وتدينوا القصف فالعوض بسلامتكم. قلت له أنتم لستم (منظمة) أطباء بلا حدود، وقلت له إننا ننتظر من الولاياتالمتحدة أن تتخذ موقفاإ فالإدانة فقط لا نتيجة منها، فقد طلبنا ممرات آمنة ولم نحصل على ذلك منكم ولم تستطيعوا، وطلبنا إطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء والاطفال، وهذا لم نحصل عليه منكم. الآن القتل والتدمير دائم ويومي في بلدنا والذبح على المكشوف، فاسمحوا لي ما هي المناخات الجيدة لإنجاح جنيف، هذا ما قلته له». وأضاف أن كيري قال إنه سيجتمع بوزراء خارجية الدول دائمة العضوية ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وروسيا و «سنتخذ موقفاً، وعلى النظام أن يتوقف عن القصف». وانتهت امس المهلة المحددة لنقل الأسلحة الكيماوية الأكثر خطراً إلى خارج سورية، لكن العملية تأخرت بحسب ما أعلنت الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. وأفاد ناطق باسم القوات المسلحة النروجية أن سفينتين عسكريتين مكلفتين مواكبة نقل الترسانة من مرفأ اللاذقية في اتجاه إيطاليا تمهيداً لتدميرها على متن باخرة أميركية في البحر المتوسط، عادتا الإثنين إلى قبرص بسبب تأخير في العملية. وكانت الأممالمتحدة ومنظمة الحظر المكلفتان الإشراف على عملية إتلاف الترسانة السورية، استبعدتا السبت إمكان التقيد بالمهلة المحددة في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ميدانياً، تبدأ سورية اليوم سنتها الجديدة كما اختتمت سابقتها، على وقع استمرار حمام الدم، الذي أسفر، وفق أحدث إحصاءات «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط أكثر من 130 ألف قتيل منذ بدء الثورة ضد النظام في آذار (مارس) 2011. ووقعت مواجهات عنيفة أمس على مختلف جبهات القتال بين القوات النظامية والكتائب المعارضة وسط تقارير عن مذبحة جديدة في حلب (شمال) راح ضحيتها أكثر من 25 شخصاً جراء سقوط قذيفة على باص للنقل، وفق المعارضة.