لم يستبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري فتح حوار مع «الجبهة الإسلامية» التي تضم أكبر التنظيمات المسلحة في سورية بهدف تليين موقفها من مؤتمر «جنيف 2»، في وقت نجح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في جمع «مجلس غرب كردستان» و «المجلس الوطني الكردي» المتنافسين في سورية لتوحيد موقفهما قبل انعقاد المؤتمر. وفيما واصل الطيران السوري قصف أحياء في حلب في شمال البلاد ب «البراميل المتفجرة»، اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بالعمل على إفشال الحل السياسي. وأعلنت خولة مطر الناطقة باسم الموفد الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي، أن المؤتمر «سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية»، ذلك بسبب إشغال الفنادق في جنيف خلال فترة عقد المؤتمر المحدد في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأضافت أن أعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت بعد ذلك «على أن تستأنف في 24 كانون الثاني في قصر الأمم (مقر الأممالمتحدة) في جنيف»، حيث سيعقد وفدا النظام والمعارضة لقاء ثنائياً لبدء مفاوضات السلام في حضور الإبراهيمي. وفي مانيلا، قال كيري في مؤتمر صحفي: «لم يجتمع ممثلو الولاياتالمتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية، لكن من الممكن أن يحدث هذا. تبذل جهود حالياً من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية التي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2». وأوضح مسؤولون في الخارجية الأميركية أن المحادثات مع «الجبهة الإسلامية» قد تضم مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة»، أن مسؤولين من قطر وتركيا فاجأوا ممثلي «مجموعة لندن» التي تضم 11 من «مجموعة أصدقاء سورية» لدى اجتماعهم قبل أسبوعين في إسطنبول بإدخال قادة في «الجبهة الاسلامية» الى قاعة الاجتماع. وأشارت المصادر إلى أن «انطباعات دول غربية عن القادة الإسلاميين كانت إيجابية». في غضون ذلك، نجح بارزاني في جمع ممثلي «المجلس الوطني الكردي» و»مجلس الشعب لغرب كردستان» لحل الخلافات بينهما بعدما وصلت إلى حد القطعية بعد إعلان «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم، الذي يمثل التيار الرئيسي في «مجلس الشعب لغرب كردستان» تأسيس إدارة محلية في شكل منفرد في شمال سورية وشمالها الشرقي. كما أدت هذه الخلافات إلى إغلاق المعبر الحدودي المسمى سيمالكا بين إقليم كردستان العراق والمناطق ذات الغالبية الكردية في سورية. وأشارت المصادر إلى أن بارزاني حضهم على «توحيد الخطاب» قبل المؤتمر الدولي والى احتمال انضمام «المجلس الوطني الكردي» إلى مشروع الإدارة المحلية. وفي موسكو، قال السفير الإيراني الجديد لدى روسيا مهدي سنائي، إن «إيران تقول منذ فترة إنها مستعدة للقيام بدور نشط وبنّاء في إنهاء الحرب في سورية، لكنها غير مستعدة لقبول أي شروط لتتمكن من المشاركة في مؤتمر جنيف 2». ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 20 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف بالطيران على أحياء في حلب في اليوم الثالث من حملة قصف جوي مركز ودام تتعرض لها حلب، بما في ذلك حي المعادي والشعار يوم امس. وأفاد «المرصد» عن سقوط قتيلين أحدهما في ال18 من عمره، «جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات في حي طريق الباب» في حلب، ما رفع حصيلة القصف الجوي على المدينة امس الى عشرين. من جهته، اعلن «الائتلاف»: «تكشف هذه الغارات الممنهجة عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف 2 ومن أي حل سياسي، فبعد فشل حملته الأخيرة على حلب وعجزه عن احتلال أي جزء من المناطق المحررة، يشن النظام حملة عشوائية تهدف إلى نشر الفوضى والدماء وتفريغ المناطق التي فشل في دخولها». واتهمت لندن السلطات السورية بأنها «اغتالت عملياً» الطبيب البريطاني عباس خان -الذي كان يعمل كمتطوع في مستشفيات ميدانية في سورية - في السجن بعد أكثر من عام على اعتقاله من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، حسب ما أعلنت عائلته ونائب بريطاني. وفي لاهاي، بدأت منظمة حظر السلاح الكيماوي امس اجتماعاً لوضع اللمسات الأخيرة على خطة تدمير الترسانة السورية على رغم ازدياد احتمالات حصول «تأخر طفيف» في تطبيق خطة التدمير. وأكد مدير المنظمة أحمد أوزومجو خلال اجتماع الشهر الماضي أن الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد مقفل وهذا ما يطرح مشكلة لإيصال المكونات الكيماوية إلى اللاذقية و»لأنشطة التحقق المستقبلية». وأفادت مصادر المعارضة أمس أن مواجهات اندلعت قرب مدينة النبك في القلمون على الطريق الدولية.