قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في حديث إلى «الحياة» في الرياض، إنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أميركا «ليست منظمة أطباء بلا حدود»، لافتاً إلى أن كثيرين من وزراء الخارجية في العالم وممثليها يريدون مؤتمر «جنيف-2» أن يكون مناسبة إعلامية فقط و «هذا معيب». واتهم النظام السوري ب «تفخيخ» انعقاد المؤتمر الدولي. وكان الجربا يتحدث بعد لقائه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند واتصاله بكيري ولقائه السفير الروسي في الرياض لتحضير زيارته إلى موسكو يومي 13 و14 الشهر الجاري. وقال إنه يسأل الدول الداعية إلى مؤتمر «جنيف-2»: «هل تريدون انعقاد المؤتمر أم أنكم تريدون إنجاحه؟»، موضحاً أن «انعقاده ممكن، لكن نجاحه معدوم. إذا كانوا يريدون مؤتمراً للإعلام كي تعرض كاميرات التلفزيونات في العالم وزراء خارجية دول العالم يجتمعون لمجرد إظهار للعالم أن رئيس المعارضة السورية وأعضاءها جالسون أمام ممثلي النظام (السوري) وأن كل مشارك يلقي خطاباً ثم يذهب، فهذا أمر معيب. وأنا أشعر أن كثيرين من وزراء الخارجية يريدون ذلك. ثم بعد ذلك (يقولون للسوريين): اذهبوا والقتال مستمر. لكن هذا لا يمشي وغير فعال في الظروف الراهنة». وتابع الجربا: «النظام لا يريد الذهاب إلى جنيف. لم يترك برميلاً متفجراً لديه إلا ورماه على الشعب في حلب (شمالاً) ودمشق والمدن جميعها في سبيل أن يقول رئيس الائتلاف إنه لن يذهب إلى مؤتمر جنيف. كما أن النظام يقول إنه مصر على حضور إيران. هذه المطالبة ترمي إلى تفخيخ جنيف2 والنظام سيضع عراقيل متتابعة». وعن موضوع حضور إيران المؤتمر قال الجربا: «على إيران أن تسحب حزب الله والمتطرفين الشيعة العراقيين والحرس الثوري وتعلن ذلك. إذا لم تقدم على ذلك على ماذا نجتمع مع الإيرانيين؟ الأمر الثاني، نطالب أن تتضمن الدعوة أن حضور مؤتمر جنيف2 سيكون على أساس جنيف1 الذي نص على (تشكيل) حكومة كاملة الصلاحيات بما فيها الأمن والجيش والاستخبارات. ومن يريد يحضر (المؤتمر يجب أن يحضر على) هذا الأساس. وهذا موقفنا والموقف الفرنسي وما قاله (أول من) أمس الرئيس هولاند». وأضاف: «لم نقرر بعد (موضوع الذهاب إلى المؤتمر) لأننا ما زلنا لا نعرف كيف تسير الأمور بالنسبة لجنيف وأي حدث أو موقف بإمكانه أن يفخخ جنيف من الآن إلى 22 الشهر الجاري، على الأرض. والنظام لديه نية لنسف جنيف. كل ما يحدث الآن على الأرض من المزيد من القتل هو بسبب جنيف. ونحن لا نريد دفع فاتورة آلاف القتلى من أجل الذهاب إلى جنيف. إذا كانوا جادين من أجل انعقاد جنيف، على الروس والأميركيين أن يطالبوا بوقف قصف الطيران السوري على الشعب». أما عن الموقف السعودي، فقال: «السعودية في البداية كانت غير متحمسة في شكل كبير لمؤتمر جنيف2 مثل الموقف الفرنسي وموقفنا وهذا طبيعي. لكن الآن يقولون إذا كانت الأسس جنيف1 فلنحاول ونرى ماذا تكون النتيجة. والدعم السعودي على الأرض في الإغاثة باق ومستمر. كذلك الدعم السياسي للائتلاف موجود ومستمر». وعن هجوم «الجبهة الإسلامية» على مقر «الجيش الحر» في باب الهوى قرب حدود تركيا، قال: «ظهر ضعف أزكان الجيش الحر بوضوح، وهذا ليس سراً، خلال هذا الشهر ستكون هناك إعادة هيكلة للأركان، وسيكون ارتباطهم بالائتلاف أكثر خصوصاً أنه بات لدينا وزير دفاع موثوق» في الحكومة الموقتة هو أسعد مصطفى. وقال رداً على سؤال إن كيري اتصل به الأحد ليلاً بعد لقائه هولاند و «تحدث عن مؤتمر جنيف2. وتحدثت عن البراميل التي يلقيها النظام على الشعب وعن المعوقات التي تحدث. وقلت له: نحن لو ننتظر منكم فقط أن تشجبوا وتدينوا القصف فالعوض بسلامتكم. قلت له أنتم لستم (منظمة) أطباء بلا حدود، قلت له: إننا ننتظر من الولاياتالمتحدة أن تتخذ موقفاً. فالإدانة فقط لا نتيجة منها فقد طلبنا ممرات آمنة لم نحصل على ذلك منكم ولم تستطيعوا. وطلبنا إطلاق سراح المعتقلين وبخاصة النساء والأطفال، وهذا لم نحصل عليه منكم. الآن القتل والتدمير دائم يومياً في بلدنا والذبح على المكشوف فاسمحولي ما هي المناخات الجيدة لإنجاح جنيف، هذا ما قلته له». وأضاف أن كيري قال إنه سيجتمع مع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية ووزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي وروسيا و «سنتخذ موقفاً، وعلى النظام أن يتوقف عن القصف». وعن المعارضة، قال الجربا: «إن الأمور الآن واضحة مع الأميركيين و(المبعوث الدولي -العربي) الأخضر الإبراهيمي. حتى الروس بدأوا يعرفون أن الائتلاف سيكون المحرك (للمعارضة)، والدعوة ستوجه فقط للائتلاف. لكن نحن نريد أن تكون المشاركة أوسع، والائتلاف هو الذي يشكل الوفد ويرأسه والكلمة ستكون كلمة الائتلاف والبقية تفاصيل. هناك شخصيات وطنية خارج الائتلاف ممكن تحضر مثلاً شخصية عارف دليلة وهي شخصية علوية معارضة مهمة وهو رجل عقلاني وأيضاً من الإخوة الآخرين فليس لدينا مشكلة. والأكراد دخلوا إلى الائتلاف وسيكونون من ضمنه». وأضاف أن الروس لم يعودوا يصرون على نائب رئيس الوزراء السابق قدري جميل ورئيس المهجر في «هيئة التنسيق» هيثم المناع، قائلاً: «لم يعد هذا موقفهم (الإصرار عليهما). فالروس أصبحوا الآن جادين باعترافهم بثقل الائتلاف ودوره».