تقوم روسيا، التي تحتاج بشدة إلى أسعار أعلى للنفط الخام، بمحاولة أخيرة للتأثير على اجتماع منظمة أوبك هذا الأسبوع بتلميحها إلى أن موسكو قد تخفض الانتاج إذا فعلت المنظمة الأمر نفسه. لكن في علامة على أن روسيا لم تتخذ قراراً نهائياً حتى الآن قالت موسكو أيضاً إنها قد تحافظ على مستوى الانتاج فقط دون أن تخفضه. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في مقابلة مع تلفزيون "روسيا-24" الحكومي أذيعت كاملة اليوم الاثنين "نعتقد أن مساهمتنا من حيث المبدأ هي أننا نبقي انتاجنا النفطي مستقراً، ولا نزيد الانتاج." وتحتاج روسيا سعراً يبلغ 100 دولار للبرميل من أجل توازن الايرادات والمصروفات في ميزانيتها. وفي ظل احتمال هبوط الأسعار إلى 60 دولاراً إذا لم تتفق أوبك على تخفيضات كبيرة في الانتاج فقد يدخل الاقتصاد الروسي في ركود. ونقلت صحيفة "كومرسانت" اليوم الاثنين عن مصادر قولها إن روسيا قد تقترح خفض انتاجها بحوالي 15 مليون طن سنوياً أو ما يعادل 300 ألف برميل يومياُ بدءاُ من العام القادم وإن موسكو تتوقع أن تخفض أوبك انتاجها بواقع 70 مليون طن أخرى. وتجتمع المنظمة في 27 من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي في فيينا. ويتشكك متعاملون في القطاع في احتمال قيام روسيا بعمل أي شيء يذكر لتعزيز الأسعار نظراً لأنها لم تساهم حتى عندما وعدت بخفض الصادرات لمساعدة أوبك في كبح انخفض الأسعار في مطلع العقد الأول من القرن الحالي. وروسيا من بين أكبر ثلاثة منتجين للخام في العالم إلى جانب السعودية والولايات المتحدة واقترب انتاجها في الشهر الماضي من أعلى مستوياته منذ انهيار الاتحاد السوفيتي البالغ 10.6 مليون برميل يومياً. ويقول محللون إن أوبك بحاجة لخفض الانتاج بواقع 1.5 مليون برميل يومياً لدعم أسعار الخام. وقدر نوفاك أن المعروض الحالي بالسوق يزيد بواقع 700 ألف إلى 800 الف برميل يومياً عن الطلب. وأضاف أن بلاده تخطط لإبقاء الانتاج عند حوالي 520 مليوناً إلى 525 مليون طن سنوياً (10.4-10.5 مليون برميل يومياً) حتى عام 2020. واضاف: "القيام بخفض سريع أو زيادة سريعة أمر مستحيل عملياً. انتاجنا النفطي له سمات خاصة".