ارتفع خام «برنت» أكثر من دولارين ليتجاوز 82 دولاراً للبرميل أمس بعد أن خفضت الصين أسعار الفائدة وبفعل تكهنات بأن «أوبك» قد تتفق الأسبوع المقبل على خفض إنتاج النفط. وخفض المصرف المركزي الصيني أسعار الفائدة القياسية للمرة الأولى في أكثر من سنتين لتقليص كلفة الإقتراض ودعم الاقتصاد الذي يتجه صوب أبطأ نمو سنوي في 24 سنة. وعزز خفض الفائدة أجواء التفاؤل بين المتعاملين في سوق النفط الذين يتوقعون أن تتفق «منظمة البلدان المصدرة للبترول» على خفض الإنتاج في مسعى لتعزيز الأسعار. وارتفع «برنت» 2.28 دولار إلى 81.61 دولار ثم تراجع قليلاً إلى نحو 81.50 دولار، وقد يقطع موجة خسائره المستمرة منذ ثمانية أسابيع إذا حافظ على مكاسبه. وزاد الخام الأميركي 1.80 دولار إلى 77.65 دولار للبرميل. وقال كبير محللي النفط والسلع الأولية في «كومرتس بنك»، كارستن فريتش «أسعار السلع الأولية ترتفع على نطاق واسع (...) أسعار المعادن الصناعية خصوصاً، لكن أسعار النفط أيضاً. واضح أن ثمة أملاً في أن هذه الخطوة ستزيد الطلب على السلع الأولية». وتدور تكهنات متزايدة عن أن «أوبك» ستعمل على خفض إنتاجها لوقف انهيار السوق التي أفقدت أسعار النفط الخام نحو 30 في المئة منذ حزيران (يونيو). إلى ذلك، أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده قد تخفض إنتاج النفط لتعزيز الأسعار المتراجعة، لكن قدرتها على تعديل الإنتاج محدودة والقرار لم يصدر بعد في موقف يُبرز رغبة موسكو في سعر أعلى للخام. تحدثت روسيا فعلاً مع فنزويلا والسعودية في شأن الحاجة إلى دعم سوق النفط، وتتوقع موسكو إرسال وفد إلى فيينا قبل اجتماع «أوبك» لتوجيه رسالة في خصوص الأسعار. ويذكر ان الاقتصاد الروسي الضعيف فعلاً تضرر من إنخفاض سعر النفط الذي يساهم مع الغاز الطبيعي بنصف إيرادات الدولة. ويتطلب ضبط الموازنة الحكومية سعراً لا يقل عن مئة دولار للبرميل ويرى بعض الخبراء أن روسيا قد تحتاج سعراً يصل إلى 115 دولاراً كي تغطي الموازنة الإنفاق الاجتماعي والعسكري الزائد وتعوض أثر العقوبات المفروضة بسبب الأزمة الأوكرانية التي قطعت موسكو عن أسواق المال الغربية. وأبلغ وزير الطاقة الصحافيين رداً على سؤال إن كانت روسيا مستعدة لخفض الإنتاج «الأمر يتطلب دراسة متأنية (...) لكن بوجه عام المسألة محل نقاش لكن لا قرار نهائياً». وأكد أن خفض الإنتاج سيكون صعباً بالنسبة الى روسيا لأن موازنتها تعتمد على إيرادات تصدير النفط ولأنها تفتقر إلى التكنولوجيا اللازمة لتعديل مستوى الإمدادات سريعاً. وأعلن نوفاك إن الرئيس التنفيذي ل «روسنفت»، إيغور سيتشين، سيتوجه إلى فيينا قبيل اجتماع «أوبك» لكن أياً منهما لم يذكر مع من سيجتمعان. ووفق محللين ليس في وسع روسيا عمل الكثير لدعم سعر النفط الذي تراجع بمقدار الثلث منذ حزيران (يونيو) لينزل عن 80 دولاراً للبرميل، وذلك بسبب نقص منشآت التخزين وعدم القدرة على وقف الضخ من الآبار تخوفاً من تجمدها. ورأى رئيس «لوك أويل»، وحيد علي كبيروف، أن أي محاولة لتقنين الإنتاج لن تكون مناسبة وقد تشوه العرض والطلب. ويتوقع محللون أن تفقد روسيا نحو 350 ألف برميل يومياً من الإنتاج بحلول العام المقبل بسبب ضعف معدلات الاستخراج وتدني الأسعار، ما قد يدعم السعر. لكن وزارة الطاقة استبعدت ذلك إذ ما زالت تتوقع أن يبلغ إنتاج العام الحالي ما بين 10.5 و10.6 مليون برميل يومياً. وفي السياق، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نظيره السعودي سعود الفيصل. وأفاد بيان وزاري عقب الاجتماع بأن الجانبين أبديا استعداداً للتعاون في القضايا ذات الصلة بالطاقة وأسواق النفط. وقال لافروف للصحافيين «يحق للدول المنتجة للنفط أن تتخذ الإجراء المناسب إذا وجدت أن عوامل مصطنعة توجه أسعار الخام». وأضاف: «عندما تجد الدول المنتجة للنفط أن أسعار الخام تحركها عوامل مصطعنة فستكون قادرة على أتخاذ الإجراء المناسب». من ناحية أخرى، أظهرت بيانات جمركية إرتفاع واردات الصين من النفط الخام الإيراني 35.5 في المئة على أساس سنوي في تشرين الأول (أكتوبر) لتصل إلى 338.6 ألف برميل يومياً. وتراجعت واردات تشرين الأول (أكتوبر) 32.7 في المئة عنها في أيلول (سبتمبر) عندما سجلت 503.2 الف برميل يومياً. وفي الأشهر العشرة الأولى من السنة زادت واردات الصين من النفط الإيراني 33.4 في المئة عليها قبل سنة لتسجل 22.77 مليون طن تعادل 546.7 ألف برميل يومياً.