بالنسبة إلى مشاهدي التلفزيون، صار التغيير أمراً واقعاً. فعلى شاشات عربيّة، ظهر أثر كرة القدم المُزوّدَة برقاقة إلكترونيّة. وفي نقلها لمباريات «كأس العالم للأندية» التي استضافها المغرب للمرّة الأولى، كان باستطاعة معلّقي قناة «الجزيرة» أن يعيدوا مشاهد إحراز الأهداف والتسديدات التي تشارف على دخول المرمى، ثم تقديم مشهد رقمي للقطة، بل حذف اللاعبين أيضاً، وتبيان إذا ما كانت الكُرة عبرت خط المرمى أم لا. وفي ربيع 2013، جرت دورة «رولان غاروس لكرة المضرب 2013» Roland- Garross، مع استخدام برنامج كومبيوتر يجمع المعلومات عن الضربات التي يتبادلها اللاعبون، تتضمن قوتها ومسارها والطريقة التي لعبت بها وغيرها. وأشرفت شركة «آي بي أم» IBM الشهيرة في المعلوماتية، على هذه التجربة التي اعتبرت أولى بالنسبة إلى التنس ودوراته الكبرى. ولا بد من لفت النظر إلى أن هذا التوجّه يعكس اهتماماً متصاعداً من الشركات العملاقة في المعلوماتية لظاهرة «البيانات الكبرى» Big Data، التي باتت الملمح الأساسي المُحدّد للمسار المعلوماتي الآن. ولا يخلو من دلالة أن الموقع المخصّص لهذه الدورة، زيّنته «آي بي أم» بشعار «البيانات تُغيّر اللعبة. لنبنِ عالماً كوكباً أكثر ذكاء»Data is game changer. Let's build a smarter planet. الارتماء في أحضان الخطأ! عن عصر البيانات الضخمة، صدر في أميركا أخيراً كتاب بعنوان «البيانات الكبيرة: ثورة تغيّر طريقة عيشنا وعملنا وتفكيرنا» Big Data: A revolution that would Change the Way we Live, Work & Think للبروفسور كينيث كروكر. وتضمّن الكتاب 3 خلاصات أساسيّة، بعضها لا يخلو من غرابة. تتمثّل الخلاصة الأولى في ضرورة هجران الدقّة لمصلحة التشديد على أهمية الخطأ ووجوده Get Rid of Accuracy. وتنصح الثانية بتركيز الجهود صوب تجميع المعلومات والمزيد منها، ووضع المعلومات المتراكمة موضع الاستخدام اليومي والمستمر، Collect & Use a Lot of Data. ولا تتردّد الثالثة في إسداء نصيحة غرائبية: ضرورة التركيز على فهم العلاقات والروابط والميول بدل التشديد على البحث عن الأسباب والعلل Give Up On Causes- Accept Correlations! لم يعد وجود الخطأ هو المهم، بل صار متوقّعاً أن يكون موجوداً في عوالم معرفة متحرّكة باستمرار، وتأتي من مصادر فائقة التنوّع، وهذه أشياء تضمن ثراءها. المهم هو التحسّب لئلا يفسد الخطأ المنظومة الكبيرة من المعلومات. وللحديث صلة.