زارت «السحب الرعدية» «العروس» بعد منتصف الليل بنور «البرق»، طارقة سماءها بصوت «الرعد»، حتى احتضنتها بزخات «المطر» التي ملأت الأرجاء، حاملة معها «الرحمة» التي اعتبرها «الحجازيون» «أنساً» لهم. هطل المطر.. وهطل معه «الفرح»، وتعالت معه الابتس امات والضحكات، واجتمعت «أمنية» واحدة لدى «الجداويين» حينها، وهي خروجهم من منازلهم لتحقيق نشوة الاستمتاع ب «المطر» والمشاهد «الشتوية»، إلا أن «الذكريات» أسرتهم من تحقيقها «خوفاً» من تكرار «فيلم الرعب» الذي انتجته «العروس» قبل أعوام عدة، وما زالت راسخة في عقول قاطنيها. و«الفرضية» تقول: «إنه من الأجمل خروج عامة الناس إلى الشوارع بعد هطول الأمطار للتنزه والاستمتاع بالأجواء الجميلة»، إلا أن «الفرضية الجداوية» تحكم على «أمانة جدة» إخراج «مضخات شفط المياه» لسحب كميات مياه الأمطار التي تسببت في إغلاق الطرقات، والحكم على «قاطنيها» بالبقاء في منازلهم حتى لا يتعرقلوا في «مشكلات» المياه. غياب «تصريف المياه» عن طرقات وأحياء جدة، جعل «مضخات الشفط» تحظى بفرصة الخروج بعد هطول الأمطار، بصورة مغايرة عما تمناه «القاطنون»، إثر استنفار «الأمانة» في محاولة تدارك الوضع، وسحب مياه الأمطار من الطرقات التي عرقلت حركات السير، وتسببت في إغلاق بعض الشوارع والأنفاق، وانتشرت معها دوريات المرور والدفاع المدني لمساعدة «العالقين»، وفك تجمعات المركبات. استبدلت «العروس» مشاهد «الأنس» التي تلي مشهد «المطر» بمشاهد «الارتباك» و«القلق»، وبثت في نفوس «الجداويين» «الخوف»، لتجعلهم يعيدون النظر في قرار السماح بخروج أبنائهم وبناتهم إلى مدارسهم وجامعاتهم اليوم، حتى لا ينتابهم عائق من أضرار «المطر»، مرددين أبيات «السياب» حينما قال: «أي حزن يبعث المطر.. وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع ..مطر ..مطر..مطر».