رغم التحذيرات التي أطلقتها هيئة الأرصاد وحماية البيئة وإدارة الدفاع المدني عن احتمال سقوط أمطار اليوم على مدينة جدة إلا أن مشيئة الله عجلت بها أمس، حيث شهدت سماء العروس منذ ساعات الصباح الأولى تلبدا للغيوم من الجهة الشمالية للمدينة، والتي استمرت في الزحف باتجاه الجنوب والشرق حتى الحادية عشرة والنصف، حيث هطلت أمطار بكميات متوسطة على كافة أرجاء المدينة استمرت لمدة ثلث ساعة. "الوطن" رصدت عددا من المشاهدات قبل وبعد هطول الأمطار تمثلت في خروج الكثير من سكان جدة للكورنيش بغية الاستمتاع بالأجواء الغائمة قبل هطول الأمطار متجاهلين التحذيرات التي تم إطلاقها بعدم الاقتراب من البحر من قبل هيئة الأرصاد وحماية البيئة في مثل هذه الأجواء، واستغل الأهالي هذا الخروج بعد أن تم إخلاء أغلب المدارس منذ بدء اليوم الدراسي وحتى التاسعة بشكل تدريجي وحسب توجيه إدارة الدفاع المدني بعد تحديدها للأحياء التي ستشهد سقوط الأمطار. تسرب الموظفين شهد عدد من المقرات الحكومية العامة تسرب أعداد من الموظفين إما للاستمتاع بالأجواء التي شهدتها مدينة جدة منذ الساعات الأولى لأمس وإما لاصطحاب أبنائهم من المدارس ومشاركتهم التنزه بمنطقة الكورنيش أو العودة بهم لمنازلهم. ولأن المطر على مدينة جدة أصبح مغايرا في سقوطه على أي مدينة أخرى من مدن المملكة فقد شهد جدة أيضا حالات فزع انتابت أغلب مرتادي طرقات المدينة بلا استثناء، حيث شهد أغلب الطرق كثافة في السير وتوقفا في أغلب الأحيان. ومما تم رصده قيام عدد من قائدي المركبات بعكس السير في الاتجاهين أسفل نفق طريق الملك عبد الله المتقاطع مع طريق المدينة بعد توقف حركة السير فيه مما حدا بقائدي المركبات لعكس السير في محاولة منهم للخروج من النفق والذي أعاد لأذهانهم أمطار الأربعاء الأسود، حيث شهد هذا النفق تجمع كميات كبيرة من المياه غطته بالكامل. فيما شهد طريق قريش وحراء وصاري ومنطقة مجمع الكباري باتجاه مطار الملك عبد العزيز وأجزاء من الخط السريع باتجاه الشمال تجمع كميات كبيرة للمياه، أدت لحدوث تزاحم كثيف في السير وتوقف في أغلب هذه الطرق دام لساعة كاملة بعد توقف هطول الأمطار جراء تعطل بعض المركبات أو كميات المياه الكبيرة التي لم تجد قنوات تصريف. استعدادات مبكرة وأوضح مدير إدارة الدفاع المدني بجدة العميد عبد الله جداوي في تصريح صحفي أمس أن إدارته على أهبة الاستعداد منذ يومين حال تلقيها بلاغ هيئة الأرصاد، واصفا وصول حالة التأهب والجاهزية بالقصوى، نافيا إطلاق صافرات الإنذار في أي حي من أحياء جدة، مشيرا إلى أن كافة فرق الدفاع المدني تواجدت في مواقعها مع تعزيز الفرق شرق جدة والتي لم تشهد سقوط أمطار كثيفة. وأضاف أنه بمجرد تكون الغيوم مع ساعات الصباح الأولى تمت مخاطبة كافة الجهات ذات العلاقة وتم تحديد اتجاه وتوقع سقوط الأمطار والذي تركز في غرب وشمال غرب المحافظة بحسب ما تم رصده وتوقعه مسبقا. وعن مدى مشاركة الدفاع المدني في عملية الإخلاء التدريجي للمدارس، أكد جداوي أن العملية لم تصل لدرجة الإخلاء، وإنما تم توجيه معلومة للقائمين على مدارس الغرب فقط بصرف الطلاب مبكرا، وذلك حفاظا على سلامتهم. ونفى حدوث أي إصابات تذكر جراء هطول الأمطار أو أي احتجازات، عدا التماسات كهربائية بسيطة تمت معالجة وضعها في حينه وبشكل عاجل، إضافة إلى تعطل بعض المركبات بسبب ارتفاع منسوب المياه في عدد من المواقع مثل شارع قريش وصاري ومنطقة مجمع الكباري باتجاه المطار وبعض المواقع في الطريق السريع. وعن غرفة العمليات المشتركة، أكد جداوي أنها عملت على تلقي كافة البلاغات، كاشفا أنه في حال وصل منسوب مياه الأمطار إلى أكثر من 30 ملم فإن مهام وعمل غرفة العمليات المشتركة تنتقل مباشرة من الأمانة إلى إدارة الدفاع المدني لتتولى بدورها متابعة الوضع بالكامل وهو ما لم يتم حتى توقف هطول الأمطار. وأضاف أن إدارة الدفاع المدني باقية في حال تأهب كامل مع رفع درجة الجاهزية للمستوى الأقصى استعدادا لهطول أمطار متوقعة اليوم حسب تحذيرات هيئة الأرصاد. لا حوادث مرورية من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لإدارة مرور جدة المقدم زيد الهاشم أن كافة رجال المرور تواجدوا بالميدان وعلى رأسهم مدير المرور وكافة مساعديه. ونفى وقوع أي حوادث تذكر أو سقوط لوحات إعلانية أو تعطل للنظام الآلي لإشارات المرور بأي موقع بسب هطول الأمطار، عدا تسجيل بعض حالات تعطل المركبات جراء دخولها لمواقع مياه راكدة تم التعامل معها وذلك بإبعادها عن المواقع لتحرير حركة السير. ونبه الهاشم سالكي طريق المدينة على وجه الخصوص بتحويل مسارهم إلى طريق الملك خلال ال 48 ساعة المقبلة كونه لا يشهد كثافة عالية في السير، إضافة إلى حسن تصريف مياه الأمطار فيه. وأشار إلى أن سقوط الأمطار تركز في شمال مدينة جدة والجزء الشمالي الغربي وأدى لتجمع كميات من المياه في كل من طريق المدينة الجزء الشمالي منه وشارع صاري وحراء وقريش وطريق الحرمين أدت بدورها إلى حدوث تباطؤ في الحركة، حيث تم التنسيق مع الأمانة لسرعة التدخل وسحب المياه من هذه المواقع، وإقفال أحد المسارات في بعض المواقع مع الاستمرار بفتح المسارات الأخرى حتى تتمكن صهاريج الشفط للدخول، وهو ما سبب بعض التردد البسيط في حركة المركبات. ودعا الهاشم سكان جدة إلى عدم الخروج في مثل هذه الحالات إلا للضرورة القصوى تفاديا لحدوث زحام بالمناطق التي تتجمع فيها كميات كبيرة من المياه، وأن خروجهم للمتعة ومشاهدة الأمطار أمر يعرضهم للخطر أو للتأخير بسبب الكثافة العالية في مناطق حرجة هم في غنى عنها. شفط تجمعات المياه وبدأت الأمانة في شفط تجمعات المياه من الشوارع الرئيسة، وأمام الجهات الحكومية، والمساجد. وأوضح المركز الإعلامي للأمانة أنه جرى تحديد مواقع تجمع مياه الأمطار في الشوارع الرئيسة وتوجيه وايتات وتناكر الشفط إليها. ومن أبرز المواقع التي تم التعامل معها طريق الملك عبدالعزيز، طريق المدينة، شارع الأمير سلطان، منطقة شرم أبحر وحي الأجواد ببريمان، دوار الفلك والآية، ومن أمام هيئة المساحة الجيولوجية، وسيتم التعامل مع تجمعات المياه في الشوارع الفرعية عقب الانتهاء من شفط تجمعات مياه الشوارع الرئيسة. وأشار المركز إلى أن وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الأمطار، مضيفا أنه تمت الاستعانة بالوايتات، حيث تواجد أكثر من 30 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية وأكثر من 60 ناقلة من وايتات الأهالي. إضافة إلى 25 ناقلة تابعة لشركات النظافة بخلاف المكانس والمضخات، حيث تم توفير 20 مضخة مبدئيا، فضلا على 6 شيولات، وجرى توزيع المعدات بالمناطق التي تم حصرها خاصة في شمال ووسط جدة. وفور سقوط الأمطار باشرت إدارة المياه تشغيل فتحات تصريف مياه الأمطار في المناطق المغطاة بشبكة تصريف، وما يزيد على 70 مضخة موزعة في أنحاء مختلفة من جدة. سحب معدات الإزالة من جانبه أوضح رئيس لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات المهندس سمير باصبرين سحب كافة أفراد اللجنة والمعدات العاملة بالأودية ومجاري السيول شرق جدة، تحسبا لوصول سيول منقولة لمناطق العمل، حيث تم تأمين مواقع عالية وبعيدة يتم التحول إليها بسرعة وعبر طرق آمنة في حال هطول الأمطار أو جريان السيول.