اكتشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع فريق سعودي ألماني، خلال عمليات تنقيب ومسح طوبوغرافي «واسعة» في منطقة «الدوسرية» جنوب مدينة الجبيل التي شهدت عمليات مماثلة قبل 3 سنوات تقريباً، قطعاً أثرية فخارية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. ويضم الفريق 11 باحثاً و40 عاملاً عثروا على مجموعة متكاملة من الأواني الزجاجية وآلاف من القطع الفخارية تعود إلى عصور مختلفة، تُظهر تعاقب حضارات في الموقع الذي يحوي منطقة سكنية، فيها وحدات شبه كاملة، بينها مرافق مياه واستقبال، وأماكن تخزين، ويظهر فيها استمرار السكن لفترات طويلة تمتد إلى ما قبل الإسلام. وقال مدير مكتب الآثار في المنطقة الشرقية عبدالحميد الحشاش: «إن الفريق يُعد حالياً دراسة طوبوغرافية عن المنطقة تهدف إلى معرفة الطبقات المحيطة بالموقع من الظواهر الطبيعية ومحيط الموقع الأثري، وهي استكمال لما عُثر عليه من مقتنيات أثرية وتاريخية». وأضاف أن «الدراسة لها أهمية كبيرة، فهي تسند العمل الأثري والتنقيبي في المنطقة، مثل تحليل العينات من التربة الموجودة في الموقع، ومن البحيرات والسبخات بجانب الموقع الأثري. وستساهم الدراسة في تحديد شكل المنطقة قديماً». وأشار إلى أن الفريق السعودي - الألماني عثر خلال عمليات التنقيب قبل 3 سنوات، على قطع فخارية في موقع «الدوسرية»، إضافة إلى أصداف بحرية تاريخية، تعتبر محفزاً لمواصلة البحث تحت الرمال. ولفت إلى أن آثار الاستيطان البشري في المنطقة الشرقية «أوضح منها في أي منطقة من مناطق المملكة»، عازياً ذلك إلى عوامل عدة، أهمها «الموقع الجغرافي، إضافة إلى إشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج العربي، ما جعلها تقدم دوراً مهماً في الاتصالات البشرية التجارية بين شعوب تلك الحضارات قبل أكثر من 5 آلاف سنة". وبيّنت المسوحات الأثرية التي أجريت حتى الآن، أن هناك أكثر من 300 موقع أثري في المنطقة تمثل فترات مختلفة، من العصور الحجرية حتى العصور الإسلامية، وهناك معالم تاريخية تعود إلى فترات إسلامية متأخرة، وتبرز التطور الحضاري، وتعد مثالاً لتطور العمارة التقليدية للمنطقة. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، طالب بإعداد دراسات وتقارير عن الأماكن السياحية والتراثية في المنطقة الشرقية. وأثنى على ما شاهده من «صور تاريخية وبرامج وخطط» خلال زيارته جناح أمانة الشرقية في ملتقى «التراث العمراني الوطني الثالث» الذي نُظم الأسبوع الماضي في المدينةالمنورة.