استأنف الفريق السعودي الألماني عمليات التنقيب والمسح الطوبوغرافي في منطقة الدوسرية، الواقعة إلى جنوب مدينة الجبيل، لاستكمال الجهود المبذولة في تلك المنطقة منذ ثلاثة أعوام. وقال مدير مكتب الآثار في المنطقة الشرقية عبدالحميد الحشاش: "الفريق يعدّ حالياً دراسة طوبوغرافية عن المنطقة؛ تهدف إلى معرفة الطبقات المحيطة بالموقع والظواهر الطبيعية ومحيط الموقع الأثري، وهذا الجهد يعدّ استكمالاً للنجاح الذي تمثّل في العثور مقتنيات أثرية وتاريخية".
وأضاف: "الدراسة الحالية مهمة لأنها تساند العمل الأثري والتنقيبي في المنطقة، وتتضمن تحليل العينات المأخوذة من التربة الموجودة في الموقع، والبحيرات والسبخات بجانب الموقع الأثري، وستسهم في تحديد طبيعة المنطقة قديماً".
وأردف: "فريق العمل المشترك "السعودي- الألماني" عثر خلال فترة التنقيب قبل نحو ثلاثة أعوام، على قطع فخارية في موقع الدوسرية، إضافة إلى أصداف بحرية تاريخية، وهو ما يشجع على مواصلة البحث تحت الرمال".
وتابع: "موقع الدوسرية غني بالمكتشفات التي يمكن أن تظهر حسب خبراء الآثار الذين زاروا المنطقة، والذين توقعوا أن يحقق الفريق نتائج ملموسة كما حدث في مواقع أثرية أخرى في مدينة الدمام والخبر والقطيف، وهذه التوقعات تزيد من أهمية المنطقة الشرقية التي تصنف على أساس أنها منطقة أثرية تعاقبت عليها الحضارات".
وقال "الحشاش": "آثار الاستيطان البشري في المنطقة الشرقية أكثر وضوحاً منها في أي جزء من المملكة والسبب في ذلك يرجع إلى عدة عوامل أهمها الموقع الجغرافي بالإضافة إلى قربها من جزء كبير من ساحل الخليج العربي، وهذا ما أكسبها أهمية على صعيد الاتصالات البشرية التجارية بين شعوب تلك الحضارات منذ أكثر من خمسة آلاف سنة".
وأضاف: "عمليات المسح الأثري التي أجريت على أكثر من 300 موقع أثري في المنطقة تمثل فترات مختلفة يتراوح تاريخها ما بين العصور الحجرية والعصور الإسلامية، وهناك العديد من المعالم التاريخية التي تعود إلى فترات إسلامية متأخرة وتبرز التطور الحضاري وتعدّ مثالاً على تطور العمارة التقليدية للمنطقة".
يذكر أن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز طالب بإعداد دراسات وتقارير عن الأماكن السياحية والتراثية بالمنطقة الشرقية بعد مشاهدته صوراً تاريخية وبرامج وخطط تتعلق بهذا الموضوع خلال زيارته جناح أمانة الشرقية في ملتقى التراث العمراني الوطني الثالث بالمدينة المنورة.