أعلن تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب ومقره اليمن، رسمياً تمسكه بولائه لزعيم التنظيم أيمن الظواهري مؤكداً رفضه مبايعة خليفة تنظيم «داعش» أبي بكر البغدادي الذي اتهمه بزرع الفتنة في صفوف من وصفهم ب «المجاهدين» وارتكاب المخالفات الشرعية. وتزامن ذلك مع تظاهر مئات الناشطين في صنعاء للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين منها وإطلاق عدد من السجناء الذين شاركوا في انتفاضة 2011 ضد نظام علي صالح، ومع تظاهرة حاشدة في مدينة تعز (جنوب) للمطالبة بكشف المتورطين في اغتيال القيادي في حزب «الإصلاح». وفيما واصل الحوثيون أمس انتهاكاتهم بالسيطرة على ساحة يتجمع فيها ناشطو «الحراك التهامي» في مدينة الحديدة (غرب) اقتحموا منزل محافظ مأرب سلطان العرادة الكائن في شمال صنعاء وتمركزوا داخله. في غضون ذلك عقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اجتماعاً لهيئة مستشاريه عن القوى السياسية وبحضور رئيس الوزراء بحث خلاله مسودة قرارات مرتقبة بتشكيل اللجنة الاقتصادية التي نص عليها اتفاق» السلم والشراكة» مع الحوثيين إلى جانب لجنتين لتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني المتعلقة بقضيتي صعدة والجنوب. وجاء تنصل تنظيم «القاعدة» في اليمن من بيعة خليفة «داعش» في بيان تلاه القيادي في التنظيم الحارث النظاري عبر تسجيل مصور بثته مؤسسة الملاحم الجهادية على الإنترنت، وتضمّن هجوماً حاداً على تنظيم البغدادي إذ اتهمه بأنه «تسبب في شقّ صفوف المجاهدين في العالم الإسلامي، وتصدير الفتنة إلى بلدان شتى». ودعا «قاعدة» اليمن تنظيم «داعش» إلى التراجع عن فتاواه التي ألزمت بقية الفصائل الجهادية بيعة «البغدادي»، وقال إن «الدولة فاجأت الجميع بقراراتها الفردية». وأضاف أن «السياسة الشرعية التي يتبعها تنظيم البغدادي تخالفُ شرعَ الله وسنّةَ رسوله»، وأكد أن التنظيم في اليمن يقف على الحياد من الصراع بين الفصائل الإسلامية في سورية. واعتبر النظاري في البيان الذي قال إنه يتلوه بالنيابة عن تنظيم «قاعدة» الجهاد في جزيرة العرب ، خلافة البغدادي غير مستوفية الشروط ووصف تمدد تنظيم «داعش» في بلدان ليس لهم سلطة عليها، كمصر، وليبيا، واليمن، والجزائر بأنه «مخالف للشرع ومن شأنه خلق فتنة كبيرة بين المجاهدين في تلك البلدان». وجدّد التنظيم البيعة للظواهري محذراً الفصائل من خطورة «الانتقال من بيعة إلى أخرى»، ودعا أتباع «داعش» للإنكار على قادتهم الذين قال إنهم أراقوا الكثير من الدماء، وقال «لا نعارض تنصيب خليفة لكن نسعى إلى تطبيق شروطه». وأضاف «لم يستشر مجلس شورى تنظيم «داعش» أحداً من أهل الحل والعقد في بلاد المسلمين، ولم يشاوروا أي عالم يشهد له بالخير بين المسلمين ولا حتى قيادات الجماعات الجهادية والإسلامية في شكل عام». وكان التنظيم توعّد أول من أمس جماعة الحوثيين ب «هجمات جديدة وحساب عسير» في تسجيل صوتي لقائده العسكري قاسم الريمي، جاء بالتزامن مع احتشاد مسلّحي الجماعة على أطراف محافظة مأرب الغنية بالنفط ومصادر الطاقة استعداداً لاجتياحها. وأفاد شهود أمس ل «الحياة» أن مسلحي الحوثي حاصروا أمس منزل محافظ مأرب سلطان العرادة الواقع في حي الجراف شمال العاصمة قبل أن يقوموا باقتحامه والتمركز داخله، ولم تعرف الأسباب وراء اقتحام المنزل، إلا أنه يعتقد أنه لجهة «مشاركة العرادة في حشد رجال القبائل في مأرب لمنع الحوثيين من دخولها».