تفقّد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قوات بلاده في تشاد التي تشارك في قتال الجماعات الجهادية في منطقة الساحل الأفريقي، قبل ان يتوجه الى النيجر اليوم. وأفادت رئاسة الحكومة الفرنسية بأن فالس الذي يرافقه وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان «يريد تأكيد دعمه الإجراءات والعسكريين المشاركين في عملية برخان» التي تقودها فرنسا مع خمس دول في منطقة الساحل هي موريتانياوماليوالنيجروتشاد وبوركينا فاسو. وأطلقت هذه العملية في آب (اغسطس) لتحل بدلاً من عملية «سرفال» التي نفذتها القوات الفرنسية في شمال مالي مطلع 2013 لوقف تقدم جماعات جهادية إلى العاصمة باماكو. ويسعى العسكريون حالياً إلى توسيع نطاق عملية «برخان» لتشمل شمال النيجر وشمال تشاد قرب ليبيا التي تعد «ملاذاً» لعدد من الجماعات. وبعد لقائه الرئيس التشادي إدريس ديبي في القصر الرئاسي، توجه فالس الى قاعدة «كوسي» العسكرية الفرنسية المجاورة لمطار نجامينا حيث يتمركز حوالى 1300 عسكري وتتواجد قيادة عملية «برخان». كما التقى جنوداً يعملون في قاعدتَي «فايا لارجو» (شمال) و»ماداما» المتقدمتين اللتين تريد هيئة الأركان الفرنسية الاعتماد عليهما لقطع طرق اتصال «الجهاديين» بقواعدهم الخلفية في ليبيا. وكانت فرنسا خفّضت عدد قواتها في مالي الى 1300، لكنها عزّزت في الأسابيع الأخيرة وحداتها في شمال هذا البلد بعد سلسلة هجمات دموية على بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام. وأفاد مصدر حكومي بأن «3200 جندي فرنسي يشاركون في عملية برخان حالياً، أي اكثر من الهدف الذي كان محدداً بثلاثة آلاف». ويعتبر الجيش الفرنسي نجامينا موقعاً اساسياً لمحاربة جماعة «بوكو حرام» الإسلامية المتطرفة التي تبعد معاقلها في نيجيريا بضع عشرات الكيلومترات عن غرب العاصمة التشادية. ويواصل فالس جولته اليوم في النيجر التي شهدت ثلاثة هجمات مسلحة في الأشهر الأخيرة، في مؤشر الى تحركات جماعات قدمت من مالي، خصوصاً تنظيم «حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا». وجرح 3 جنود نيجريين على الأقل الخميس في هجوم جديد على ثكنة للجيش تبعد نحو 90 كيلومتراً عن نيامي، حيث سيتفقد مقر «قاعدة 101» الفرنسية التي تقلع منها طائرات بلا طيار تابعة للجيش الفرنسي لتفيذ مهمات استطلاع في كل مناطق الساحل والصحراء. وليس مقرراً اعلان فالس أي تغيير في قوات «برخان»، علماً ان رئاسة الحكومة الفرنسية حرصت على تأكيد ان زيارة فالس لا تهدف الى تجاوز صلاحيات الرئيس فرنسوا هولاند باعتباره القائد الأعلى للجيش، والذي كان نفذ رحلة مماثلة الى تشادوالنيجر في تموز (يوليو) الماضي، في اطار جولة في افريقيا.