كشف تقرير صادر عن برنامج الأمان الأسري الوطني لرصد حالات إيذاء الأطفال في السعودية، عن وفاة 12 طفلاً خلال العام الماضي بسبب الإيذاء، مبيناً أن 32 طفلاً يعانون من أمراض مزمنة وإعاقة نتيجة الإيذاء الذي شكّل الوالدين الغالبية العظمى لمعنفي أطفالهم، أي ما نسبته 60 في المئة. وأكد التقرير أن 263 حالة إيذاء سجلت ل202 طفلين، ما يعني تكرار الإيذاء على 61 طفلاً من دون أن يتمكن أحد من حمايتهم من تكرار العنف ضدهم. وأشار إلى أن 139 حالة أدخل أصحابها إلى المستشفيات وخضع ثلثها للعناية المركزة، لا سيما أن غالبية الأطفال الذين تعرضوا للعنف وسجلوا من قبل فرق حماية الطفل بالمنشآت الصحية، من السعودية وشكلت نسبة 87 في المئة. وأوضح التقرير أن الإيذاء الجسدي والإهمال هما الأكثر شيوعاً، إذ رصدت 99 حالة إهمال و94 حالة عنف جسدي مقارنة بالإيذاء الجنسي. فقد سجل التقرير 56 حالة اعتداء جنسي منها 60.7 في المئة ارتكبت ضد فتيات. وكان الذكور معظم ضحايا حالات العنف الجسدي والإهمال. واستناداً إلى التقرير، مثّل الأطفال الرضع (أقل من عام) 11.9 في المئة من المجموع العام للإيذاء. واعتبروا أخطر الفئات العمرية وأكثرها ضرراً. ولم يُوثّق ثلث الحالات التي سبق أن تعرّضت للعنف. واحتلت العاصمة الرياض المرتبة الأولى في حالات إيذاء الأطفال، تلتها المنطقة الشرقية، ومنطقة مكةالمكرمة المرتبة الثالثة. وشرّعت السلطات السعودية قانون الحماية من الإيذاء لكن لائحته التنفيذية التنظيمية لم تقرّ بعد وقد لقيت انتقادات عدة. وتنظّم وزارة الشؤون الاجتماعية ورش عمل لصوغها، تضم مختصين من مختلف القطاعات. وأوضحت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف ل «الحياة»، أن «ما يعتري القائمين على حماية الأطفال من الإيذاء في السعودية هو تحويل قانون الحماية إلى إجراءات سهلة وتطبيقها على أرض الواقع، لا سيما أن بنود القانون شدّدت على إلزامية التبليغ عن العنف ومعاقبة من لم يبلّغ، إلى جانب تحديد آليات تدخّل الشرطة ووزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة في حال وقوع الإيذاء على الأطفال».