كشفت استشارية طب الأطفال المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف عن تسجيل ما بين 60 إلى 80 حالة إيذاء للأطفال من قبل الأسر سنويا، 80 % منها إصابات في الرأس، مؤكدة في الوقت نفسه أن هذه النسبة ليس مؤشرا على ازدياد حالات العنف الأسري إنما تعكس ارتفاع الوعي لدى الأطباء بأهمية الكشف عن الحالات التي تردهم والإبلاغ عن المصنفة منها. جاء ذلك خلال كلمتها أمس في افتتاح الدورة التدريبية الأساسية للمهنيين والمتعاملين مع حالات إساءة معاملة وإهمال الأطفال بمقر مركز الدراسات والبحوث بمستشفى الملك فهد بجدة التي ينظمها برنامج الأمان الأسري الوطني التابع لمدينة الملك عبدالعزيز الطبية والجمعية الدولية للوقاية من إساءة معاملة وإهمال الأطفال ISPCAN بالتعاون مع جمعية حماية الأسرة الخيرية بجدة والإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة وبمشاركة 90 شخصا. وأضافت المنيف أنه من المتوقع تبعا لارتفاع الوعي ارتفاع أرقام حالات العنف في الأعوام المقبلة نظرا لتسليط الضوء على حالات الاعتداء ومباشرة الحالات عن طريق الفرق واللجان المسؤولة: «سابقا كنا نرى حالات العنف الجسدي أما الآن فأصبحنا نرى حالات العنف الجنسي والنفسي والإهمال، وهذا الأخير يشكل 30 إلى 40 % من حالات العنف». وأشارت إلى أهمية تأهيل الأسرة المعنفة، وأن منعها من العنف أهم من معاقبتها، موضحة أن هدف الدورة اعتماد مفاهيم معينة للعنف من خلال التعرف على ما هو العنف، فالعنف في كافة دول العالم هو نفسه ولكن الاستجابة له تختلف باختلاف القوانين والتشريعات. وناقشت الدورة محور «التعرف على إيذاء وإهمال الأطفال» مستعرضة تاريخ إيذاء وإهمال الأطفال والعوامل المسببة له والتعرف على أنواعه المختلفة وتعريف كل نوع، والمؤشرات البدنية والنفسية والسلوكية لكل منها، حيث قدمت الدكتورة المنيف خلال الجلسة الأولى لمحة تاريخية عن إيذاء وإهمال الأطفال واستعرضت إيذاء الأطفال عبر التاريخ وموقف الشريعة الإسلامية منه وتاريخ حماية الأطفال في السعودية، تلاها محاضرة للدكتور ماجد العيسى حول مفاهيم إيذاء وإهمال الأطفال، استعرض فيها تعريف الإيذاء وتناول الإيذاء الجسدي والإيذاء الجنسي. كما تحدث عن الإهمال. وتناول الدكتور هاني جهشان موضوع العنف وعوامل الخطورة الاجتماعية واستعرض النموذج البيئي لتصنيف عوامل الخطورة والوقاية من العنف ضد الأطفال. ثم استعرضت الجلسة الثانية مؤشرات الإيذاء الجسدي والعاطفي والإهمال تحدث خلالها كل من الدكتورة المنيف والدكتور عبدالودود خربوش والدكتور هاني جهشان، واستعرضت عدة محاور من أبرزها تعريف الإيذاء الجسدي، ومؤشرات الإيذاء الجسدي البدنية، ومؤشرات الإيذاء الجسدي النفسية والسلوكية، وتعريف الإساءة العاطفية، ومؤشرات الإيذاء العاطفي البدنية، ومؤشرات الإيذاء العاطفي النفسية والسلوكية، وتعريف الإهمال، ومؤشرات الإهمال البدنية، ومؤشرات الإهمال النفسية والسلوكية، وتعريف الإيذاء الجنسي، ومؤشرات الإيذاء الجنسي البدنية، ومؤشرات الإيذاء الجنسي النفسية والسلوكية، كما أقيمت ورشة عمل بعنوان «التعرف على مؤشرات إيذاء الأطفال». من جانبها أوضحت رئيسة مجلس إدارة جمعية حماية الأسرة سميرة الغامدي أن الدورة تهدف إلى إكساب المتعاملين مع حالات الإساءة المهارات المتقدمة لتشخيص الإساءات الجسدية والجنسية والإهمال وكيفية التعامل معها في ضوء أحدث المستجدات والبحوث العلمية. وأشارت في حديثها ل«شمس» إلى أن هناك العديد من البرامج والخطط التي تعمل على حماية الطفل من الإيذاء مثل برنامج «فرق حماية الطفل» وهو منفصل عن لجان الحماية التي تخضع لبرنامج مشترك بين الإدارة العامة للخدمة النفسية والاجتماعية بالرياض، وبرنامج الأمان الأسري بالتعاون الذي طبق في بعض مستشفيات المملكة خاصة مستشفيات الولادة والأطفال والمستشفيات العامة، والخط الهاتفي «خط مساندة الطفل» الذي أنشئ بواسطة «الأمان الأسري» بالتعاون مع أكثر من منظمة وجهة ويعمل الآن بشكل تجريبي وأثبت فاعليته من خلال الاتصالات والبلاغات التي ترد، والسجل الوطني لتسجيل حالات الإيذاء ضد الطفل الذي سيساعد البرنامج بمده بالإحصائيات، إضافة إلى أن برنامج الأمان الأسري وجمعية حماية الأسرة والجهات ذات العلاقة جميعها تعمل على رفع مستوى الوعي لدى الأسر وهي على المدى البعيد تشكل استراتيجية وقائية .