بانغي - رويترز - بدأت القوات الفرنسية أمس انتشارها في شمال جمهورية افريقيا الوسطى وغربها لتأمين الطرق الرئيسة والبلدات خارج العاصمة بانغي، بعدما عبرت الحدود من بلدة كانتونييه الكاميرونية الى غرب البلاد. وقال جيل جارو، الناطق باسم الجيش الفرنسي: «بدأنا الانتشار خارج بانغي الى شمال البلاد، وتضم الوحدة الفرنسية التي وصلت 1200 جندي، علماً أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن عن تعزيز الوحدة لتبلغ 1600 جندي. ورحبت حشود فرحة بالجنود الفرنسيين مرددة «مرسي مرسي» (شكراً شكراً)، علماً ان موجة العنف التي بدأت الخميس الماضي بين ميليشيات مسيحية ومسلمة، واعتبرت الأسوأ منذ ان سيطرت ميليشيا «سيليكا»، ومعظمها من المسلمين، على السلطة في آذار (مارس) الماضي، ما ادى الى عنف مضاد مع ميليشيا دفاعية شكلتها الغالبية المسيحية، حصد، وفق الصليب الأحمر، 281 قتيلاً على الأقل وأمل سكان بأن تستطيع القوات الفرنسية احتواء الوضع، ووقف اراقة الدماء، وقالت شابة من بانغي تدعى كيسي كروزين كرازين «يشعرني وجود الفرنسيين بالطمأنينة، وأعرف ان الحياة ستبدأ في العودة الى طبيعتها». لكن التدخل الفرنسي لم يمنع نشوب قتال بين ميليشيا «سيليكا» وخليط من ميليشيات مسيحية ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي اول من امس، ما ادى الى عمليات انتقامية في احياء بانجي ورفع عدد القتلى. وعلى هامش القمة الفرنسية - الأفريقية التي اختتمت امس في باريس، قال الرئيس فرانسوا هولاند ان «أزمة افريقيا الوسطى اثبتت الحاجة الملحة الى انشاء القارة قوة أمنية اقليمية خاصة بها». واتفق المجتمعون على تشكيل قوة تدخل افريقية، وتمويلها وتجهيزها، فيما تعهد هولاند ان تواكب فرنسا عملية انشاء الوحدة، وتدريب 20 ألف جندي أفريقي سنوياً وأن تمد هيكل قيادة قوة الاستعداد الأفريقية بالعاملين، وتقدم دعماً لوجيستياً. وسيمنح الأعضاء المشاركون في القوة مبالغ مالية لتغطية النفقات، كما ستتحمل دول اوروبية اعباء مالية ترتبط بمهمات القوة. وتعثر تشكيل القوة الأفريقية منذ أن طرحت الفكرة للمرة الأولى قبل أكثر من عشر سنوات. ووافق الاتحاد الأفريقي في ايار (مايو) الماضي على آلية موقتة تتمثل في القوة الأفريقية للاستجابة الفورية للأزمات، بعدما كشف تدخل فرنسا في مالي عجز الأفارقة عن حل الأزمة.