أكد عاملون في قطاع السياحة السعودي أن عدم وجود أية مدينة سعودية في قائمة المدن الأكثر زيارة في العالم غير مستغرب، مشددين في حديثهم إلى «الحياة» على أن السعودية تعاني من مشكلة حقيقية في مفهوم السياحة، إذ لا توجد صناعة حقيقية للسياحة كما في دول العالم. وقال العاملون في مجال السياحة في حديثهم إلى «الحياة» إن غياب المدن السعودية شيء متوقع، خصوصاً أن القطاع السياحي يعاني من عدد من الإشكالات، منها عدم وجود أجندة واضحة من البرامج السياحية في غالبية المدن السياحية في السعودية، وغياب البنية التحتية اللازمة لبناء مشاريع سياحية على مستوى عالمي، وارتفاع الأسعار مقارنة بنوع المنتج السياحي. وكان تصنيف عالمي صدر أخيراً أوضح أن دبي هي المدينة الوحيدة في المنطقة بين المدن الأكثر زواراً في العالم ب9,89 مليون زائر سنوياً، في حين جاءت بانكوك في المرتبة الأولى ب15.98 مليون زائر، تلتها لندن ب15.96 مليون زائر. وكان تصنيف عالمي صدر أخيراً أوضح أن دبي هي المدينة الوحيدة في المنطقة بين المدن الأكثر زواراً في العالم ب9,89 مليون زائر سنوياً، في حين جاءت بانكوك في المرتبة الأولى ب15.98 مليون زائر، تلتها لندن ب15.96 مليون زائر. وأوضح عضو اللجنة الاستشارية في الهيئة العامة للسياحة والآثار مهيدب المهيدب أن المملكة تعاني من ضعف مستوى صناعة السياحة «إذ لا توجد صناعة سياحة حقيقية ومحترفة لدينا على رغم وجود مناطق سياحية جميلة تصنف من أجمل المناطق على مستوى العالم، إلا أن قلة الفنادق وعدم وجود الدعم الفني اللازم أديا إلى اختفاء السياحة، ففي المنطقة الجنوبية يوجد فندق واحد لا غير من فئة الخمسة نجوم، وتم إنشاؤه منذ 20 عاماً». وأرجع المهيدب عدم وجود صناعة حقيقية للسياحة في المملكة إلى «عدم توافر صندوق متخصص لدعم المشاريع السياحية، فمن دون وجود صندوق متخصص لدعم المشاريع السياحية لن تقوم لدينا صناعة بمفهومها الحقيقي للسياحة»، مقترحاً أن يكون الصندوق تحت مظلة صندوق التنمية الصناعية بما له من خبرة طويلة في إدارة المشاريع الصناعية في السعودية، ووجود الكوادر والخبرات اللازمة والمؤهلة. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمركز إرث لدراسات الجدوى الاقتصادية المتخصص في المجال السياحي الدكتور خالد الحارثي: «ليس مستغرباً عدم وجود أية مدينة سعودية في قائمة أكثر مدن العالم زيارة، ولاسيما أن لدينا في السعودية إشكالاً حقيقياً يتلخص في عدم وجود صناعة للسياحة بمفهومها العالمي». وأكد أنه «لا توجد صناعة حقيقية للسياحة في المملكة، إذ لا نزال نتعامل مع السياحة كأنها موضوع ثانوي وليست من الأولويات»، مشيراً إلى أنهم لم يلاحظوا في الخطط وجود أي محتوى يهتم بالسياحة أو يدعمها، «وفي الغالب تتم الإشارة إلى السياحة كجزء ثانوي، وليست كرافد أساسي للاقتصاد، خصوصاً أن السياحة رافد اقتصادي قوي، وهناك دول تعتمد عليها بالدرجة الأولى في إيراداتها». ورأى الحارثي أن دور هيئة السياحة لم يتجاوز حتى وقتنا الحاضر التخطيط والدراسات فقط، إذ تعاني الهيئة من عدم منحها الصلاحيات اللازمة للنهوض بهذا القطاع الحيوي، لافتاً إلى أن تعدد الجهات الرقابية على القطاع السياحي، والبيروقراطية في التعامل مع المشاريع السياحية، وعدم وجود الدعم المادي اللازم أسهم في إحباط المستثمرين بهذا القطاع. وشدد على أن القطاع السياحي يحتاج إلى إعادة صياغة لمفهوم السياحة، وإنشاء صندوق متخصص لدعم المشاريع السياحية، إضافة إلى تنمية حقيقية للسياحة في المناطق السياحية. وزاد: «القطاع السياحي في السعودية يعاني من ارتفاع الأسعار في مقابل الخدمات والمنتج النهائي وتنوعه، وهذا أسهم في اتجاه غالبية السعوديين إلى قضاء إجازاتهم في الخارج، وهذا يتطلب بذل المزيد من الجهود لاستقطاب السائح الداخلي ثم التوجه إلى السائح الخارجي». ولفت إلى أهمية منح القطاع السياحي الدعم المالي الكافي للنهوض بمشاريع سياحية عملاقة، وعدم تعدد الجهات اللازمة لاستخراج الترخيص والرقابة.