رمى اليمنيون الخلافات السياسية والصراع على السلطة في بلادهم خلف ظهورهم، واتفقوا على الوقوف خلف المنتخب اليمني المشارك في بطولة «خليجي 22» في الرياض، متفوقين بحضورهم على جمهور صاحب الأرض المنتخب السعودي. ومنذ انطلاق صافرة البطولة توافدت العمالة اليمنية في الرياض إلى إستاد الملك فهد الدولي لمؤازرة منتخب بلادهم الذي يعتبر الحلقة الأضعف في دورات الخليج الماضية، حتى إن عدداً منهم تخلوا عن ساعتين من أعمالهم اليومية، من أجل الوقوف خلف ممثلهم في «خليجي22». وشهدت مباراة اليمن وقطر حضوراً جماهيرياً يعتبر الأبرز في البطولة، بعد عزوف الجمهوري السعودي عن مؤازرة «الأخضر»، وبدا ذلك واضحاً حينما أنهى الحكم المبارة الأولى في المجموعة الأولى التي تضم السعودية والبحرين واليمن وقطر، إذ خلت المدرجات بعد انتهاء مباراة اليمن وقطر. وبالقرب من إستاد الملك فهد طغى العلم اليمني على المشهد عصر أول من أمس (الأحد)، الذي يرفعه آلاف اليمنيين باتجاه ملعب مباراتهم مع قطر، إذ فضل عدد كبير منهم تشجيع منتخبهم على مهنهم التي تغربوا من أجلها، مؤكدين أن وطنهم فوق أي اعتبار. يقول العامل اليمني توفيق: «ذهبت برفقة صديقي إلى إستاد الملك فهد لتشجيع منتخبنا الوطني، خصوصاً أنه قدّم مباراة كبيرة في افتتاح الدورة مع البحرين»، فيما يشير اليمني أحمد إلى أن عشرات العمالة في الرياض تركوا أعمالهم ساعتين من أجل مؤازرة منتخب بلادهم في البطولة الخليجية، ويؤكد آخرون أن الوقوف مع منتخبهم واجب وطني، لرفع علم بلادهم في المحافل الرياضية. ولم يتوقف اليمنيون على تشجيع منتخبهم فقط، بل إن عدداً منهم آزر المنتخب السعودي في مباراته مع البحرين، حباً ووفاءً للمملكة، التي يعيشون فيها أعواماً ويتكسبون من العمل فيها. وأطلق عدد من اليمنيين حملات إلكترونية لمؤازرة منتخب بلادهم في البطولة، خصوصاً أنه لم يتلقَّ أية خسارة حتى الآن، وربما يغطون جل مقاعد ملعب إستاد الملك فهد في مباراتهم المقبلة مع المنتخب السعودي. وستفقد البطولة الحضور الجماهيري في حال خروج المنتخب اليمني من الدور الأول، لكن اليمنيين أنقذوها حتى الآن من الغياب الجماهيري السعودي، الذي يشتهر بالحضور الكثيف في مباريات الأندية.