تتجه أنظار الشارع الرياضي عامة وجماهير الهلال والنصر خاصة صوب استاد الملك فهد الدولي في الرياض الذي يحتضن مساء اليوم ال«دربي» الكبير بين قطبي المنطقة الوسطى الهلال والنصر، وذلك ضمن منافسات الجولة ال10 من دوري عبداللطيف جميل للمحترفين. المواجهة تنافسية لا تعترف بأي مقاييس أو معايير تسبق صافرة الإيطالي ماورو بيرغونزي، فمواجهات الفريقين ذات نكهة خاصة وأداء رفيع، كما أن الإدارتين تحرصان على الجانب النفسي أكثر من الفني، من خلال رصد المكافآت وصرف بعض الرواتب المتأخرة، ومحاولة إيجاد حلول لمشكلات اللاعبين العالقة، سعياً للظفر بنتيجة المباراة. الكثافة الجماهيرية إحدى السمات البارزة ل«دربي» العاصمة التي تكسب المباراة رونقاً خاصاً لا يظهر إلا عندما يلتقي الهلال والنصر، والتحديات تشعل الإثارة والندية باكراً قبل المواجهة الميدانية بأيام عدة، وإن كانت التصريحات الإعلامية الرنانة بين مسؤولي الناديين اختفت في الأعوام الأخيرة، وباتت محصورة إلى ما بعد صافرة النهاية. في الأعوام ال10 الماضية كانت الغلبة للفريق الأزرق في معظم المناسبات، ولم يكن هناك تقارب نقاطي على الإطلاق، فالهلال اعتاد المنافسة على مراكز المقدم، في الوقت الذي كان يبحث النصر عن تحسين الصورة والظفر بنتيجة إيجابية على حساب المنافس التقليدي، إلا أن الوضع اختلف تماماً في الموسم الجاري بعد أن عاد النصر إلى ساحة المنافسة على الصدارة، فباتت طموحاته تتجاوز النقاط الثلاث إلى الظفر بكأس البطولة، ما يجعل الصراع مختلفاً وإن كان الهدف متشابهاً، فكلاهما يبحث عن إسقاط الآخر والتفرد بالصدارة. الهلال متصدر الترتيب ب22 نقطة، يشمر لاعبوه عن سواعدهم لتأكيد سطوتهم في الأعوام الأخيرة، والابتعاد بالصدارة عن بقية المنافسين، والمدرب سامي الجابر أمام تحدٍ كبير وصعب للغاية لعبور أهم محطة في مشوار الدوري، ولدية ما يكفي لتحقيق مبتغاه ما لم يكن لخط الدفاع وحارس المرمى عبدالله السديري رأي آخر، إذ يعد رباعي الدفاع نقطة ضعف واضحة لا يجد معها مهاجمو الخصوم صعوبة تذكر في الوصول إلى الشباك الزرقاء في ظل التواضع الفني لحارس المرمى، فيما تعقد جماهير الهلال آمالاً لا حدود لها على البرازيلي نيفير وسالم الدوسري في منتصف الميدان، وعلى ناصر الشمراني في خط المقدم لتغيير المعادلة لمصلحة فريقهم، فالثلاثي هو مصدر القوة الحقيقية للفريق الأزرق، في الوقت الذي يتحرك المغربي عادل هيرماش بعشوائية، من دون دور واضح سواء على الشق الدفاعي أم في الجانب الهجومي، ولا يختلف الإكوادوري كاستيلو كثيراً عن زميله هيرماش. وعلى الضفة الثانية، يدخل النصر المواجهة برغبة استعادة الصدارة والثأر لهزائم الأعوام الماضية، فالخطوط الصفراء تبدو أكثر تماسكاً وقوة، ولا يمكن وصف أي مركز بالضعف أو التواضع، إذ يقف يحيى الشهري ومحمد نور وإبراهيم غالب وشايع شراحيلي وأيضاً البرازيلي باستوس في منتصف الميدان، وأمامهم محمد السهلاوي في خط المقدم وحيداً، في الوقت الذي يشكل خالد الغامدي وعمر هوساوي والبحريني محمد حسين وحسين عبدالغني سداً منيعاً أمام المرمى الأصفر، كما أن عبدالله العنزي يشكل قوة هائلة في حراسة المرمى، بل إنه أحد أهم الأوراق الصفراء، فهو حارس يقظ ومن الصعب الوصول إلى شباكه. المدرب الأوروغوياني كارينيو يملك حماسة عالية، ويسعى جاهداً إلى وضع يده على نقاط المباراة كاملة، وينجح في مخططاته الفنية التغلب على المدربين في معظم المناسبات، إذ يسند المهمة الدفاعية للاعبين كافة عدا المهاجم محمد السهلاوي، ما جعل الدفاع الأصفر هو الأقوى، ولم يلج مرماه سوى ثلاثة أهداف في الجولات السابقة، في الوقت الذي يشارك باستوس والشهري والسهلاوي في شن الهجمات المرتدة على مرمى الخصوم.