بدأ عشرات المصريين في التوافد إلى شارع محمد محمود بوسط القاهرة لإحياء ذكرى ضحايا الأحداث التي شهدها هذا الشارع في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 وقتل فيها أكثر من 40 محتجاً وذلك وسط غياب تام لقوات الأمن عن كافة الشوارع المحيطة بميدان التحرير. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن العشرات من الشباب بدأوا بالتجمّع في شارع محمود محمود بعد قيامهم بإغلاقه أمام حركة مرور السيارات، حاملين أعلاماً كبيرة مطبوعاً عليها صور وأسماء بعض الشهداء، ومرددين العديد من الهتافات التي تطالب بالقصاص لهم وأخرى ضد "الإخوان" والرئيس المعزول محمد مرسي. وفي الوقت نفسه، ساد الهدوء ميدان التحرير وسط غياب تام لقوات الشرطة والجيش عن الميدان وكافة الشوارع المؤدية اليه. ولكن في المقابل شهد ميدان "رابعة العدوية" تكثيفاً للإجراءات الأمنية، وذلك قبيل بدء المظاهرات التي دعا اليها تنظيم الإخوان. وتمركزت أربع مدرعات عسكرية ومصفحة ومدرعة شرطة بمنتصف شارع الطيران في الاتجاه المؤدي إلى ميدان رابعة العدوية وتم تجهيز حواجز الأسلاك الشائكة بمنتصف الشارع وحواجز أخرى بامتداده في الاتجاه القادم من شارع يوسف عباس تحسباً للحاجة إلى إغلاقه في أي وقت. كما تمركزت 3 ناقلات جند تابعة لقوات الأمن المركزي بمحيط الميدان أمام الباب الرئيسي لمسجد رابعة العدوية، بالإضافة إلى انتشار مجندين من قوات الجيش بالشارع الخلفي للمسجد وكذلك تجهيز حواجز الأسلاك الشائكة به تحسباً أيضاً للحاجة إلى اغلاقه. كذلك شهد محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة انتشاراً أمنياً وعسكرياً مكثفاً، حيث تمركزت آليتان عسكريتان بمنتصف شارع الميرغني، وأخريين أمام البوابة رقم "4" لقصر الاتحادية المطلة على نادي هليوبوليس، وكذلك نحو 9 آليات عسكرية، و4 عربات نقل جنود تابعة لقوات الأمن المركزي، ومدرعتين، وسيارة إطفاء بالشوارع الجانبية. وقامت قوات الجيش بتجهيز حواجز الأسلاك الشائكة بمنتصف شارع الميرغني، وذلك لاستخدامها في إغلاق الشارع من الاتجاهين في حالة وصول أية مسيرات من قبل تنظيم "الإخوان" الى محيط القصر. وكانت اشتباكات دموية اندلعت بين آلاف المتظاهرين وقوات الشرطة واستمرت أياماً في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في شارع محمد محمود المؤدي إلى مبنى وزارة الداخلية والمطل على ميدان التحرير قُتل فيها عشرات المتظاهرين. وانتقدت جماعة "الإخوان" آنذاك التظاهرات واعتبرت أنها تهدف إلى "إفساد الانتخابات" البرلمانية التي فازت فيها. وشيدت السلطات المصرية نصباً تذكارياً في الحديقة الوسطى في ميدان التحرير، كما نصبت سرادق للعزاء في حراسة قيادات من وزارة الداخلية، لاستقبال المعزين في ضحايا الأحداث.