قتل اربعة شرطيين أمس في العراق وأصيب عشرات الأشخاص في هجمات طاولت بغداد والموصل، على ما أفادت مصادر طبية وأمنية. في بغداد، استهدف انفجاران دوريات للشرطة ما ادى الى مقتل ثلاثة شرطيين وإصابة 11 شخصاً. وفي الموصل، فتح متمردون النار على حاجز للشرطة ما ادى الى مقتل شرطي وإصابة آخر. وشهد هذا الأسبوع هجمات دامية أوقعت 44 قتيلاً الخميس الماضي غالبيتهم من الشيعة الذين كانوا يحيون ذكرى عاشوراء. وتكثفت الهجمات في الأشهر الماضية في العراق. وقتل اكثر من 5600 شخص منذ مطلع السنة، بينهم 964 في تشرين الأول (أكتوبر)، الشهر الأكثر دموية منذ نيسان (أبريل) 2008، على ما تفيد أرقام رسمية. وتزايد أعمال العنف دفع برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى أن يطلب من واشنطن تعاوناً اكبر في مجال مكافحة التمرد. وكان 44 عراقياً قضوا في هجمات استهدفت الشيعة الخميس، بينها هجوم انتحاري وسط موكب ديني، على رغم الإجراءات الأمنية المشددة في كربلاء التي يتدفق عليها الشيعة لإحياء الذكرى السنوية لمقتل الحسين ثالث أئمتهم. وجاءت هذه الهجمات فيما كان عشرات آلاف الزوار الأجانب في مدينة كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء التي تجري في هذا الوقت من السنة. وفجر انتحاري كان يرتدي زي الشرطة، منطقة تسكنها غالبية من الشيعة في محافظة ديالى شمال بغداد ما أدى الى مقتل 32 شخصاً وإصابة 80 آخرين. وهزت تفجيرات متزامنة منطقة الحفرية جنوب العاصمة ما اسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينما أدى تفجيران في كركوك الى اصابة خمسة أشخاص. وأسفرت أعمال عنف قرب بغداد وفي بعقوبة عن ثلاثة قتلى بينهم جنديان. وكانت ثلاثة هجمات منسقة استهدفت زواراً في شمال بغداد الأربعاء وأسفرت عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وعشرة جرحى. ووقعت التفجيرات قرب بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) فيما كان الزوار متوجهين إلى كربلاء (110 كلم جنوب العاصمة العراقية). كما أدى انفجار سيارة مفخخة الأربعاء في مدينة كركوك (شمال) إلى مقتل شيعي كان يوزع المؤن على زوار وإصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح. وينظم مئات الآلاف من المسلمين الشيعة في هذه المناسبة مواكب وينصبون خياماً يوزع فيها الطعام على المارة بينما يتجمع عدد هائل في كربلاء حيث يقع ضريح الإمام الحسين. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية بأكثر من 35 ألف جندي وشرطي نشروا في كربلاء وحولها وأقيمت حواجز لمنع دخول السيارات إلى المدينة التي تحلق فوقها مروحيات. وكانت سلطات المحافظة قالت إن حوالى مليون شخص بينهم مئتا ألف سيأتون من الخارج، سيزورون كربلاء خلال الأيام العشرة وحتى يوم عاشوراء (الخميس الماضي).