لليوم الخامس، أصرّت السلطات الفيليبينية على أن حصيلة ضحايا إعصار «هايان» الذي ضرب وسط البلاد أكثر انخفاضاً من تلك التي تتوقعها الأممالمتحدة، وحددتها ب 2344 قتيلاً وفق آخر تعداد، في مقابل أكثر من 10 آلاف قتيل للمنظمة الدولية. وشدد باتريك فولر، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في آسيا - المحيط الهادئ، على أن «القلق الأكبر يشمل وضع جزر بعيدة من مدينة تاكلوبان الأكثر تضرراً بالإعصار»، مؤكداً الحاجة «إلى أيام أو حتى أسابيع لرسم صورة واضحة للوضع». وتحدث شهود عن جثث متناثرة كثيرة في شوارع المدينة التي دُمّرت نسبة 90 في المئة من مبانيها ومنازلها، فيما تتعرض باقي المنشآت لعمليات نهب ينفذها ناجون منهكون ومصدومون ويتضورون جوعاً وجماعات مسلحة، ما أدى إلى اشتباكات مع رجال الشرطة والجنود المكلفين أمن المدينة. وتوفي 8 أشخاص لدى انهيار جدار مستودع للأرز نهبته جموع في بلدة الانغالانغ التي تبعد 17 كيلومتراً عن تاكلوبان. وقال ريكس ايستوبيريز، الناطق باسم السلطة الوطنية للمواد الغذائية: «لم تأبه الجموع برجال الشرطة والجنود الذين تولوا حراسة المستودع، ونهبوا منه أكثر من مئة ألف كيس من الأرز» يزن كل منها 50 كيلوغراماً. ودفع اليأس الشديد من بطء وصول مساعدات الغذاء والمياه والأدوية، ناجين إلى الحفر لبلوغ أنابيب مياه تحت الأرض. وحصل تدافع لدى محاولة آخرين، بلا نجاح، الحصول على مقعد على متن رحلة لطائرة عسكرية غادرت مطار تاكلوبان المدمر بعدما أفرغت مساعدات إنسانية ومعدات. وأغمي على فتاة في السابعة من عمرها داستها جموع. وقالت والدتها أنجلين: «نحن هنا منذ ثلاثة أيام، لكننا لم نحصل على رقم للسفر». وأضافت: «سنموت من الجوع على الأرجح». لكن الرئيس الفيليبيني بينينيو أكينو، أكد إعادة فتح كل الطرق المدمرة، ما سيسرّع وتيرة وصول المساعدات، وزيادة تنسيق توزيعها على المنكوبين، وبينها مساعدات ستنقلها سفن حربية غربية في طريقها إلى الفيليبين. وقدم البنك الآسيوي للتنمية هبة مقدارها 523 مليون دولار، وقررت الكويت إرسال مساعدة عاجلة تشمل مواد إغاثة قيمتها 10 ملايين دولار للفيليبين.