يُنتظر أن تدافع جانيت يلين أمام مجلس الشيوخ عن السياسة النقدية الأميركية التي يعارضها بعض الجمهوريين، بهدف تثبيت تعيينها في منصب رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي (البنك المركزي) الأميركي. وبعد جلسة الاستماع يُفترض أن توافق اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ ثم جميع أعضاء المجلس على تعيين يلين (67 سنة) في هذا المنصب الحساس الذي اختارها له الرئيس باراك أوباما، لتصبح أول سيدة على رأس الاحتياط الفيديرالي منذ إنشائه قبل مئة سنة. إلا أن تصويت اللجنة المؤلفة من 22 سيناتوراً بينهم 12 ديموقراطياً، لا يتوقع ان يجري في الجلسة ذاتها. يذكر ان يلين ديموقراطية أمضت أكثر من 12 سنة في صلب السياسة النقدية الأميركية وتعتبر داخل اللجنة السياسية النقدية على أنها من «الحمائم» وتشغلها مسألة البطالة أكثر من التضخم. وهي معروفة بقربها من الرئيس الحالي للمصرف المركزي الأميركي بن برنانكي الذي ستخلفه في 31 كانون الثاني (يناير) المقبل. وبحكم كونها نائب رئيس الاحتياط الفيديرالي منذ 2010، تجسد يلين استمرارية سياسته. ومنذ الأزمة المالية في 2008 انتهج الاحتياط الفيديرالي سياسة نقدية مرنة، محافظاً على معدل الفائدة الرئيسية قريباً من الصفر منذ خمس سنوات كما اعتمد ما لا يقل عن ثلاث مرات سياسة نقدية «غير تقليدية» عبر ضخ بلايين الدولارات من السيولة في سوق المال. وهذه السياسة المالية المرنة التي تهدف الى دفع معدلات الفائدة نحو الانخفاض، حملت المصرف المركزي على أن يضاعف أربع مرات قيمة الأصول التي يملكها والتي تبلغ 3.800 تريليون دولار. وكان السناتور الجمهوري بوب كوركر العضو في اللجنة المصرفية قال في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي «صوّتت ضد تعيين السيدة يلين لتولي منصب نائب رئيس الاحتياط الفيديرالي في 2010 بسبب موقفها الحمائمي بشأن السياسة النقدية، لا اعتقد انها تغيرت كثيراً»، ملمحاً إلى أنه لن يؤيد ترشيحها لرئاسة المصرف المركزي. وطالب سناتور كنتاكي، راند بول، وهو وجه معروف في «حزب الشاي» الشعبوي بتدقيق وبمزيد من الشفافية في ما يتعلق بالاحتياط الفيديرالي قبل الموافقة على مرشحة باراك اوباما في المنصب الأكثر نفوذاً في الاقتصاد الأميركي. لكن يلين تحظى أيضاً بتأييد كبير داخل اللجنة. فالديموقراطي تيم جونسون الذي يترأسها أبدى ارتياحه لتعيينها، مشيراً إلى «خبرتها الفريدة»، فيما عبرت السيناتورة الديموقراطية النافذة اليزابيث وارن عن «ابتهاجها لهذا التعيين التاريخي». يذكر ان ثلث أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين وقعوا رسالة إلى الرئيس أوباما لدعم يلين في مواجهة لاري سامرز، على رغم كونه المرشح المفضل للبيت الأبيض لكنه اضطر للتراجع امام سيل الانتقادات. وتترقب الأسواق المالية اليوم أي مؤشر قد يصدر عن يلين بشأن جدول زمني يجري الإعداد له منذ أشهر، لخفض مساعدة الاحتياط الفيديرالي للاقتصاد. إلى ذلك، أعرب مسؤول بارز في مجلس الاحتياط عن حذره في شأن توقعات انتعاش النمو الاقتصادي في العام المقبل، لأن السنوات الأخيرة أثبتت أنها خاطئة. وأشار رئيس «بنك الاحتياط الفيديرالي» في اتلانتا، دينيس لوكهارت، في منتدى اقتصادي، أن البيانات الاقتصادية التي صدرت أخيراً «متباينة إلى حد ما» وتظهر «نمواً بطيئاً». وتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة نمواً العام المقبل يتراوح بين 2.5 و3 في المئة.