عزت اللجنة التحضيرية ل «المؤتمر القومي الكردي» قرار إرجاء انعقاده للمرة الثالثة إلى أسباب وصفتها ب «الفنية»، مع إقرارها بوجود خلافات بين الأعضاء، فيما اتهم «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري أطرافاً إقليمية على رأسها تركياوإيران بالضغط على إقليم كردستان لتأجيل المؤتمر. وهذه ثالث مرة خلال عام يؤجل فيها المؤتمر الذي يسعى من خلاله الأكراد الموزعون على أربع دول - العراق وسورية وإيرانوتركيا - إلى رسم «استراتيجية وخطاب» موحدين. ويتزامن قرار التأجيل مع تصاعد الخلافات بين «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري و «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، عقب منع الحزب الأخير عبور زعيم «الاتحاد» صالح مسلم إلى أراضي الإقليم. وقالت اللجنة عقب اجتماع عقدته في اربيل أول من أمس إنها «قررت تأجيل المؤتمر إلى أجل غير مسمى، جراء عدم الانتهاء من التحضيرات وبعض الأسباب الفنية، لذلك نعتذر من الشعب الكردي، ونتعهد تجاوز هذه الإشكالات». وأعربت اللجنة عن أملها في أن «تتجاوز الأطراف السياسية الكردستانية خلافاتها عبر الحوار والمفاوضات». لكن ممثل حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري في إقليم كردستان جعفر حنان أكد ل «الحياة» أن «التحضيرات الفنية لعقد المؤتمر كانت جارية بشكل طبيعي، لكن قرار التأجيل كان برغبة الأطراف في حكومة إقليم كردستان، لأسباب عدة، منها الضغوط التي تعرضت لها تلك الأطراف من قبل تركيا بشكل خاص، وكذلك إيران، فضلاً عن تأخير تشكيل حكومة الإقليم الجديدة بعد أكثر من شهر ونصف من إجراء الانتخابات البرلمانية. كما كانت هناك خلافات بين أطراف المؤتمر في شأن نسبة التمثيل لأقسام كردستان، في كل من سورية وتركياوإيرانوالعراق»، مشيراً إلى أن «هناك اختلافاً في التوزيع السكاني لهذه الأجزاء، واعتماد نسبة التمثيل في المؤتمر على أساس المساواة سيكون غير عادل ويخالف القواعد الديموقراطية، خصوصاً أن نسبة الأكراد في شمال كردستان (المناطق الكردية في تركيا) تُقدّر ب 25 مليون نسمة، وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت مع سكان الأجزاء الأخرى من كردستان، في العراقوإيران وسورية».