وصف حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري الموالي المعونات المرسلة من إقليم كردستان إلى المناطق الكردية السورية ب «الهزيلة». وأعلن تأجيل انعقاد المؤتمر القومي الكردي إلى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لتزامن موعده السابق مع انتخابات برلمان الإقليم. وأعلنت رئاسة إقليم كردستان في بيان مساء أول من أمس أن اللجنة التي تحقق في ادعاءات تعرض المناطق الكردية السورية إلى «إبادة جماعية لم تتوصل إلى أدلة قطعية، وما جرى كان اشتباكات بين فصيلين مسلحين»، واتهم البيان حزب «الاتحاد الديموقراطي» من دون أن يسميه ب «عدم تطبيق العدالة في توزيع المعونات والمساعدات الإنسانية جراء سيطرة فصيل واحد، وعدم تطبيق الاتفاقات السابقة خصوصاً اتفاقية أربيل». وفي تعقيب على البيان قال ممثل «الاتحاد الديموقراطي» في اربيل جعفر حنان ل «الحياة»، إن «بعض أسر الذين استشهد أبناؤهم على يد مسلحي جبهة النصرة التقت أعضاء لجنة التحقيق وأكدت حصول عمليات قتل جماعي، لكن المشكلة كانت عدم توافر أرقام دقيقة، ونحن أيضاً لا نملك أرقاماً محددة، لكن، هناك شهود»، واستدرك «ما جاء في بيان الإقليم يعبر عن رأيه فقط، فهم أحرار بأن يثقوا بنا أو لا، لكوننا نؤمن بما يحصل على أرض الواقع وجبهة النصرة تحاربنا، ولسنا مضطرين إلى الاقتناع برفضهم أو موافقتهم». وفي معرض رده على عدم السماح للجنة بالدخول إلى منطقة عامودا، قال حنان إن «تفقد اللجنة المنطقة لم يكن مدرجاً ضمن الأجندة، لكن عضو اللجنة سعدي بيره أكد عبر وسائل الإعلام وقوع حالات قتل جماعي»، مشيراً إلى أن «المشكلة تكمن في الطرف الآخر الذي لا يثق بنا، ثم نحن لسنا في حاجة إلى إطلاق ادعاءات كاذبة على حساب دم الشهداء، ونؤكد أن قواتنا موجودة وما زالت تحارب». وأشار حنان إلى أن «اتهامنا كفصيل يفرض إرادته، أو يمنع توزيعاً عادلاً للمساعدات، ادعاءات مرفوضة، ولا تخدم القضية الكردية، ثم إن اللجنة شكلت من 46 عضواً من الممثلين في الهيئة الكردية العليا التي ما زالت أعمالها جارية في المناطق التي يتم فيها توزيع المساعدات، وبعض الأحزاب لم تقم بدورها كما يجب لتحميلنا المسؤولية واتهامنا بالتفرقة، وهذه المواقف ستعقد الأزمات القائمة»، لافتاً إلى أن «الادعاءات بإرسال معونات من إقليم كردستان إلى غرب كردستان تبدو هزيلة، وأنا شخصياً تمكنت عبر منظمة إنسانية من إيصال بعض الأدوية وتبين لاحقاً أنها غير صالحة للاستخدام، وأدعو إلى تشكيل لجنة خاصة أخرى للتحقيق في صحة توزيع هذه المعونات»، واتهم «الاتحاد السياسي الكردي السوري الذي يقضي أحزابه معظم اوقاتهم في إقليم كردستان باستعراض شخصياتهم وإبرازها عبر قناتي روداو (مقربة من نجيرفان بارزاني)، وفضائية أرت، ويتهجمون علينا، ويعتبروننا لا نمثل الشعب الكردي في سورية، في حين نحظى بنحو 70 في المئة من القاعدة الشعبية». ويتكون الاتحاد السياسي الكردي السوري المقرب من مسعود بارزاني من «الحزب الديموقراطي» (البارتي) وحزبين يحملان اسم «آزادي»، و «الاتحاد» (يكيتي). من جهة أخرى، أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي تأجيل موعد انعقاد المؤتمر الذي كان مقرراً منتصف الشهر الجاري في اربيل إلى أواخر تشرين الثاني المقبل «لتزامنه مع انتخابات برلمان إقليم كردستان المقررة في 21 الشهر الجاري»، ويهدف المؤتمر الذي تأجل أكثر من مرة إلى رسم «سياسية واستراتيجية موحدة» لأكراد المنطقة، في سورية، والعراق، وإيران وتركيا. وعن موقف «الاتحاد الديموقراطي» من قرار التأجيل، تساءل حنان «ما الجدوى من تأجيل انعقاد المؤتمر، كان على جميع الأحزاب وضع الأمور الثانوية جانباً وعقده بأقرب وقت ممكن، لاعتبارات تتعلق بالمصالح القومية، خصوصاً في ظل المتغيرات التي يشهدها الشرق الأوسط».