كشفت وزارة الصحة اليوم عن إصابة جَمل بفايروس «كورونا» المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية «MERS-CoV». (اقرأ: «كورونا» في السعودية... بين «الخفاش» و«الجمل») وقالت الوزارة في بيان صحافي: «إنه حرصاً من الوزارة على إطلاع الجميع على مستجدات الوضع لفايروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-CoV- وإيماءً لبيان وزارة الصحة السابق بخصوص تسجيل حالة إصابة بالفايروس في محافظة جدة لمواطن يبلغ من العمر 43 عاماً، الذي لا يزال يتلقى العلاج في إحدى مستشفيات المحافظة، وضمن أعمال التقصي الوبائي الذي تقوم به الوزارة بشكل علمي ومنهجي، قامت الوزارة بفحص المخالطين للمصاب وفقاً للمعايير العلمية المتبعة، كما قامت الوزارة ضمن سعيها لمعرفة وتقصي مصدر العدوى بأخذ عينات من البيئة المحيطة بالمريض بما في ذلك مجموعة من الجِمال في حظيرة تابعة للمريض، واتضح إيجابية إحدى الجِمال للفحوصات المخبرية المبدئية للفايروس". وأوضح البيان أن وزارة الصحة تعمل حالياً بالتنسيق مع وزارة الزراعة والجهات العلمية لتأكيد الفحوصات وعزل الفايروس ومقارنته من ناحية التركيب الجيني مع فايروس المريض، وفي حال ثبوت تطابق الفايروس المصاب به المريض و(الجَمل) فإن ذلك يعد كشفاً علمياً لأول مرة على مستوى العالم، ويعد فتحاً لمعرفة مصدر الفايروس وسيساهم في معرفة العالم لوبائية المرض وطرق انتقاله. وكانت وزارة الصحة أعلنت في أغسطس الماضي أن فريقاً من باحثيها تمكن - بالتعاون مع جامعة كولومبيا ومختبرات «إيكو لاب» في الولاياتالمتحدة - من عزل «كورونا» من إحدى العينات التي تم جمعها من الخفافيش في المملكة. وأوضحت في بيان أن الدراسة شملت عينة من 96 خفاشاً حياً تمثل سبع فصائل مختلفة، وعلى 732 عينة من مخلفات الخفافيش في المناطق التي سجلت فيها إصابات مؤكدة بالمرض في المملكة، وأظهرت عينة واحدة من خفاش حي آكل للحشرات وجود تركيبة جينية مطابقة بنسبة 100 في المئة لفايروس «كورونا» الذي شُخص في أول حالة سجلت في المملكة. وكشفت الدراسة عن وجود فايروسات متعددة أخرى من فصيلة «كورونا» في 28 في المئة من العينات التي تم فحصها. وأضافت الوزارة أن الباحثين خلصوا إلى أن الخفافيش قادرة على احتضان العديد من الفايروسات مثل فايروس الكلب والسارس والهندرا، وأن وجود تركيبة مطابقة لفايروس كورونا الجديد يجعلها حاضناً محتملاً لهذا الفايروس. لكن الحيوان الوسيط (في نقل العدوى) بين «الخفاش» والإنسان لا يزال غائباً عن الاكتشاف بحسب بيان وزارة الصحة السعودية. فبعدما أودى «كورونا» بحياة 40 شخصاً في السعودية فقط، فيما بقي 72 مصاباً يتصارعون معه في مستشفياتها، تتجه الرؤى العلمية إلى المواشي - وعلى رأسها «الجمل» - بعين الفحص والريبة. وأكد الدكتور إيان ليبكن مدير مركز العدوى والمناعة في جامعة كولومبيا الباحث المشارك في الدراسة التي أعلنتها وزارة الصحة السعودية أن «الأيام المقبلة ستخبرنا عن احتمال وجود الفايروس في الإبل والأغنام والماعز». الجدير بالذكر أن عدد الوفيات جراء فايروس «كورونا» في السعودية 53 من أصل 127 حالة مصابة، وفقاً لأرقام وزارة الصحة، منذ اكتشافه في أيلول (سبتمبر) 2012.