يتجه اليوم قاضي التحقيق العسكري في لبنان رياض ابو غيدا الى تحديد جلسة تحقيق يستدعي اليها كلاً من رئيس الحزب «العربي الديموقراطي» علي عيد ومرافقه الموقوف احمد علي لاستجوابهما في ادعاء النيابة العامة العسكرية حول تورطهما بتهريب المطلوب احمد مرعي في تفجيري طرابلس الى سورية. وينتظر ان يتسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في اليومين المقبلين الموقوف شحادة شدود من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي تحقق معه، بعد توقيفه عصر اول من امس، على الحدود اللبنانية - السورية عند نقطة العريضة اثناء محاولته الفرار الى الداخل السوري. وكان القضاء العسكري ادعى عليه قبل ساعات من محاولة فراره بتهمة «تهريب المطلوبة السورية ثكينة اسماعيل الى بلادها». وذكرت مصادر امنية ان شدود اقر اثناء التحقيق الاولي معه بتهريب اسماعيل المذكورة والتي رافقت احمد مرعي الى لبنان وتحديداً من منطقة عكار الى جبل محسن في 21 آب (اغسطس)، في السيارة المفخخة التي تم تفجيرها امام مسجد «التقوى» (اي عشية الانفجار. واسماعيل مدعى عليها بجرم التدخل بالقيام بأعمال ارهابية. وهي قريبة مرعي بحكم انها زوجة والده. وقالت المصادر ل«الحياة» ان ابن الموقوف شدود ويدعى خضر هو من نقل على متن الدراجة النارية الموقوف المتهم بوضع السيارة المفخخة امام مسجد «السلام» يوسف دياب بعدما ركن السيارة المعدة للتفجير. ميقاتي في طرابلس وامضى امس، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي نهاره في طرابلس وشدد امام زواره على ضرورة التعاون مع الجيش والقوى الامنية لاعادة الهدوء والاستقرار الى المدينة. ونقل الزوار عنه ارتياحه للوضع الامني الذي كان موضع متابعة في اتصالاته مع قادة الاجهزة الامنية خصوصاً وان طرابلس بدأت تستعيد عافيتها. وافادت الوكالة « الوطنية للاعلام» (الرسمية) ان شباناً في منطقة باب التبانة تجمعوا عصراً عند مستديرة نهر ابو علي احتجاجاً على قيام وحدات من الجيش ببناء دشمة امام مدخل باب التبانة، مطالبين بازالتها لانه «تحاصر المنطقة». واطلق الجيش النار في الهواء وفرق المحتجين. وكان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل رفض الترخيص لتظاهرة دعا إليها الحزب «العربي الديموقراطي» غداً الجمعة احتجاجاً على ما يجري في طرابلس. وانتقد عضو المكتب السياسي في الحزب علي فضة قرار شربل، وقال: «لن نتحمل بعد الآن مسؤولية أي دماء يمكن أن تسقط أو أي رد فعل قد يقوم به أهلنا إذا استمر الحصار علينا». ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن المصادر أن لا أحد من الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية في وارد إحضار عيد بالقوة من منزله، ولا سيما في بلدة حكر الضاهري التي لا تبعد أكثر من عشرات الأمتار عن الأراضي السورية، وبالتالي فإن دخول عيد إليها، إذا ما قرر الفرار، لا يستغرق دقائق معدودة. وفي المقابل، يستعد أهالي ضحايا تفجير مسجدي «التقوى» و «السلام»، بعدما أطلقوا على أنفسهم اسم «أولياء الدم»، لتحرك في الثالثة بعد ظهر الأحد المقبل في معرض رشيد كرامي الدولي، بالتعاون مع المجتمع المدني ورجال دين، للمطالبة «بتوقيف علي عيد وكل من لهم علاقة بالتفجيرين وسوقهم إلى العدالة».