أعلن وزير الدفاع الأوكراني ستيفان بولتوراك خلال جلسة مجلس الوزراء في كييف أمس، أن القوات الحكومية تستعد لمعركة رداً على تزايد أعداد القوات الروسية والمسلحين الانفصاليين الموالين لموسكو. وقال: «لاحظنا تعزيزات المجموعات الإرهابية والروس، ونحن نراقب تحركاتهم ونعلم أماكن وجودهم، ونترقب منهم تصرفات غير متوقعة». وأضاف: «مهمتنا الأساسية هي تحضير أنفسنا لمعركة، لذا ستعيد قواتنا انتشارها كي تستطيع الرد على تحركات الوحدات مسلحة»، علماً أن كييف تندد منذ الجمعة الماضي بدخول دبابات وقوات روسية إلى أوكرانيا، وبانتهاك اتفاقات السلام التي أبرمت مع الانفصاليين في مينسك في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي. وكتب السفير الأوكراني لدى الأممالمتحدة يوري سيرغييف على «تويتر» أول من أمس: «يجب أن تتبلغ الأممالمتحدة بأن روسيا تخطط لاجتياح واسع في أوكرانيا، والأحداث الأخيرة لا تترك أي مجال للشك». وأكد الحلف الأطلسي (ناتو) دخول أرتال تنقل تجهيزات عسكرية روسية بينها دبابات ومدفعية وقوات مقاتلة إلى أوكرانيا في اليومين الماضيين. وقال القائد الأعلى لقوات الحلف الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف في صوفيا: «أكثر ما يقلقني أننا في وضع تعتبر فيه الحدود السابقة بين أوكرانياوروسيا قابلة للاختراق بالكامل، وهي مفتوحة على مصراعيها». وتابع: «انتقال القوات والمال والإمدادات والأسلحة من جانب إلى آخر يشكل وضعاً غير جيد، ونحتاج إلى العودة إلى احترام الحدود الدولية، ما سيساعدنا في الحد من مشكلة إعادة إرسال إمدادات الأسلحة إلى شرق أوكرانيا». وكان مراقبو منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أفادوا أول من أمس بأن «43 شاحنة عسكرية بلا لوحات تسجيل توجهت إلى وسط مدينة دونيتسك، ونقل بعضها قطع مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ». وحذر الناطق باسم البعثة الأوروبية مايكل بوسيوركيف من أن «مستوى العنف في شرق أوكرانيا وأخطار حصول تصعيد تبقى عالية، وتواصل الارتفاع». إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الأوكراني آرسيني أفاكوف تعزيز إجراءات الأمن حول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي المطل على بحر آزوف الذي اعتبره المتمردون هدفهم المقبل باعتبار أن السيطرة عليه سيسمح بربط روسيا براً بشبه جزيرة القرم التي ضمتها الأخيرة إلى أراضيها في آذار (مارس). كما سيجري تعزيز إجراءات حماية منشآت استراتيجية مثل المحطات النووية وأنابيب الغاز. ميدانياً، روى شهود أن «النيران كانت أكثر كثافة منها في الأيام الماضية، وانطلقت من المدينة نحو المطار الذي يخضع لسيطرة الجيش الأوكراني» الذي أعلن جرح أحد جنوده. وفيما تبقى أوكرانيا في صلب نشاط ديبلوماسي دولي، أبلغ الرئيس بيترو بوروشينكو المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في اتصال هاتفي أن المسؤولين الانفصاليين يرفضون تطبيق اتفاق مينسك للسلام، مبدياً أسفه لعدم تحقيق تقدم من روسيا في مجال تطبيق الاتفاق.