اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، الدول الغربية بأنها تقف وراء إشعال أزمة أوكرانيا لاستغلالها في إنعاش الحلف الأطلسي (ناتو) الذي تعهدت دوله في قمة ويلز الأسبوع الماضي، الحفاظ على «وجود مستمر» في شرق أوكرانيا الانفصالي عبر إنشاء قوة رد سريع يمكن نشرها خلال أيام. (للمزيد) وقال بوتين في اجتماع لمسؤولي المجمع العسكري والصناعي وأعضاء قيادة أركان الجيش الروسي: «حذرنا سابقاً من أننا سنضطر إلى اتخاذ رد مناسب من أجل ضمان أمننا»، علماً أن السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيزوف أكد تمسك بلاده برفض انضمام أوكرانيا إلى «الأطلسي»، والذي سيجبر الحلف على الدفاع عن أوكرانيا، محذراً من أن هذا الأمر «سيشكل تحدياً لا سابق له لأمن أوروبا يعتبر الأكبر منذ سقوط جدار برلين» تزامن ذلك مع إعلان رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ديدييه بوركهالتر أن المنظمة ستستعين قريباً بطائرات بلا طيار لمراقبة وقف النار في شرق أوكرانيا، الذي أبرمته كييف مع الانفصاليين في مينسك الجمعة الماضي. ووصف بوركهالتر اتفاق وقف النار بأنه «فرصة حقيقة للتراجع أخيراً عن منطق التصعيد» الذي عكسه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس بتعهده منح الشرق الانفصالي مزيداً من الحكم الذاتي، لكن مع استبعاد أي نقاش حول إنشاء نظام فيديرالي أو استقلال، وهو ما يطالب به المتمردون في إطار اتفاق مينسك الذي يلحظ منح منطقتي دونيتسك ولوغانسك «وضعاً خاصاً». وأكد بوروشينكو أن الوضع «تغيّر جذرياً» في الشرق منذ سريان الهدنة، مشيراً إلى انسحاب 70 في المئة من القوات الروسية الموجودة في أوكرانيا عبر الحدود، «ما يعزز آمالنا بأن تجد مبادرات السلام آفاقاً طيبة»، علماً أن موسكو تنفي إرسال قوات إلى أوكرانيا. وكان السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي شيزوف صرح بأن بوروشينكو «يملك مصلحة في نجاح وقف النار لتعزيز حظوظ حزبه في مواجهة حزب الحرب» في إشارة إلى القوميين المتشددين، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الاشتراعية في 26 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ميدانياً، تطور الوضع نحو التهدئة في مدينة ماريوبول الاستراتيجية جنوب شرقي أوكرانيا، فيما أعلنت بلدية دونيتسك أن «الهدوء ساد ليل الثلثاء» في هذا المعقل الانفصالي الذي عانى بقسوة من معارك الأشهر الأخيرة. وصرح الناطق باسم العمليات العسكرية الأوكرانية أوليكسي دميتراشكيفسكي بأن المتمردين نفذوا ست عمليات إطلاق نيران مدفعية على نقاط تفتيش أوكرانية خلال الليل، خصوصاً قرب مطار دونيتسك. وأكد أن «القوات الحكومية تحترم وقف النار». واعتبرت الولاياتالمتحدة وقف النار «محترم عموماً»، مشيرة إلى أنها قد تقرر فرض عقوبات إضافية على روسيا «تبعاً لتطورات الأيام المقبلة». وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه «سيدرس مجدداً بدء تطبيق عقوبات تبنتها دوله الأعضاء الاثنين الماضي ضد روسيا». وقال مصدر أوروبي «أن الإجراء الطبيعي» يقضي بتنفيذ هذا الأمر، لكن دولاً أوروبية تخشى من انعكاسات العقوبات على اقتصاداتها أو تعتبرها غير مناسبة للتهدئة.